في إطار مساعيه لترشيد السلوك السليم على طرقاتنا يضع المرصد الوطني للإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول السلامة المرورية مخالفة المجاوزة الممنوعة تحت المجهر واصفا إياها بالطريق نحو المجهول. تعدّ المجاوزة الخاطئة أو الممنوعة من أخطر السلوكيات التي يقوم بها السائق لأنها تؤدي أحيانا إلى الاصطدام بالعربات القادمة من الاتجاه المعاكس مما قد ينجر عنها إصابات ترفع من احتمالات الوفاة تبعا لما يعكسه مؤشر الخطورة المسجّل لهذه المخالفة والذي بلغ 37,32 بالمائة سنة 2007 أي أنه تمّ تسجيل 37 حالة وفاة عن كل 100 حادث حصل جرّاء المجاوزة وينبّه المرصد إلى أن هذا المؤشر يعتبر مرتفعا جدا قياسا بالمعدّل العام للخطورة الذي بلغ 14 بالمائة خلال ذات الفترة. التفكير في ربح الوقت يكلّف غاليا بعض السوّاق يعتقدون أن المجاوزة تمكنهم من اختصار المسافة وربح الوقت لذلك كثيرا ما ترتبط هذه المخالفة بعامل السرعة المفرطة وبعملية حسابية بسيطة ندرك أن قيادة السيارة بسرعة مرتفعة ومجاوزة بقية السيارات هو - وخلفا لما يعتقده - السائق لا يعتبر ربحا للوقت وأكبر مثال على ذلك أنه عندما يسر سائق ما بسرعة 110 كلم في الساعة عوضا عن 90 كلم في الساعة بصفة متواصلة ودون تخفيض السرعة أو التوقف على امتداد 100 كلم فإنه لا يربح من الوقت إلا 12 دقيقة فقط ولكن قد يخسر الكثير ففضلا عن الاستهلاك الزائد في الوقود والسير في حالة غير مريحة لتقلّص الرؤية بسبب عامل السرعة وكذلك عدم التحكّم في السيارة في حال انفلاق إحدى عجلاتها فإن الأخطر من كل ذلك قوّة الحادث عند الاصطدام بعربة قادمة من الاتجاه المعاكس أثناء المجاوزة والتي غالبا ما تكون نتيجتها مميتة.