جربة - الصباح: اختتمت مساء أمس بمنطقة المعبد اليهودي بجزيرة جربة السياحية " الغريبة " الاحتفالات اليهودية السنوية.. وقد نظمت أمس الخرجة الصغرى من الكنيس إلى وسط قرية "الرياض" ("الحارة الصغيرة" سابقا ) بعد أن انتظمت مساء أول أمس الاثنين "الخرجة الكبرى" بمشاركة آلاف السياح والزوار والضيوف والخبراء الاقتصاديين ونخبة من الاعلاميين.. بينهم حوالي 3 آلاف يهودي من تونس ومن عدد من دول العالم اغلبهم من أوروبا وخاصة من فرنسا.. بحكم الدور الذي لعبته وكالتا أسفار من فرنسا مختصتان في المساهمة في تنظيم هذه التظاهرة السياحية السنوية.. ومن المقرر أن تزورالوفود السياحية اليهودية بداية من اليوم مناطق تونسية اخرى فيها معالم سياحية بدءا من الحامة في جهة قابس.. عشرات الاعلاميين التونسيين والاجانب كانوا في هذا الموعد السنوي مع طاقم الوكالة التونسية للاتصال الخارجي والديوان الوطني للسياحة الذي تميز هذا العام بتعدد الندوات والحوارات ذات الصبغة الاقتصادية والتنموية والثقافية.. بمشاركة خبراء في التاريخ التونسي وفي علم الاجتماع والعلاقات العامة.. وكانت من أبرز القضايا التي شملها الحوار فرص الاستثمار في تونس.. ومميزات المجتمع التونسي من حيث ثراء ثرواته البشرية وانفتاح شعبه على مختلف الأديان والثقافات واللغات.. كما افرزت الحوارات والندوات دعوات من قبل بعض الجامعيين والاعلاميين الضيوف الى ضرورة أن تكرس دول البحر الابيض المتوسط الانفتاح في الاتجاهين.. أي أن يقبل كل طرف الاخر وأن لا تقتصر الضغوطات على الطرف العربي والمسلم حتى يقبل ابناء الديانات الاخرى.. ذلك أن ثاني مدينة فرنسية أي مرسيليا ذات ال850 الف ساكن لم تسمح الى حد الآن للمسلمين ببناء جامع.. بالرغم من النسبة المرتفعة للمغاربيين والمسلمين في تلك المدينة المتوسطية الجميلة.. جزيرة المساجد وللبرهنة على تفتح التونسيين والتونسيات ثقافيا ودينيا.. وايمانهم القديم الجديد بحق الاختلاف وعدم خلطهم بين اليهودية والصهيونية نظمت للاعلاميين والجامعيين والسياح اليهود الضيوف زيارات الى مدرسة اساسية عريقة في منطقة "السواني" ("الحارة الكبيرة" سابقا في وسط " حومة السوق حاليا) حيث يتعايش الاطفال المسلمون واليهود منذ قرون في نفس فصول الدراسة ونفس الساحة.. كما شملت الجولة عددا من المعالم الاسلامية والمسيحية واليهودية.. من بينها جامع أبي مسور بين حومة السوق ومليتة.. أحد أعرق الجوامع في جزيرة جربة (المعروفة بتسمية "جزيرة المساجد").. الى جانب زيارة معبد مسيحي في حومة السوق موروث عن الحقبة الاستعمارية ولا تزال صيانته مستمرة احتراما للحقوق الدينية للمسيحييين المقيمين في الجزيرة.. بالرغم من تواجده بالقرب من جوامع عريقة مثل جامع "الاتراك" بمنارته الطويلة وجامع " الشيخ " الاباضي وجامع "الغرباء" المالكي.. في كنيس «الغريبة» وخصصت بقية فقرات البرنامج لزيارة كنيس الغريبة ولقاء عدد من أعلام الديانة اليهودية في تونس وفي جزيرة جربة خاصة.. بحضور ممثلين عن الجاليات اليهودية في سويسرا وفرنسا وايطاليا ويهود مغاربيون من مختلف الجنسيات نسبة منهم ممن هاجرقبل عشرات السنين من تونس الى فلسطينالمحتلة.. ويعود معبد "الغريبة" مثلما جاء على لسان السيد بيرز الطرابلسي رئيس التظاهرة الى القرن السادس قبل الميلاد عندما هاجر الاف اليهود الى عدة مناطق في شمال افريقيا بينها تونس وليبيا.. وكانت جربة من أولى المناطق في افريقيا التي اقام فيها اليهود معبدا خاصا بهم احترمته الاغلبية غير اليهودية طوال 2500 عام.. خاصة بعد الفتح العربي الاسلامي قبل حوالي 13 قرنا.. رسالة سياسية ثقافية ورغم الاجواء الاحتفالية والفلكلورية التي طغت على الحدث كالعادة.. فقد توجت حصص الرقص والغناء الجماعي في المبنى المجاور للكنيس وحول مطاعمه وملاهيه ومركز البيع بالمزاد العلني لبعض المنتوجات الرمزية بتظاهرة رسمية رمزية دورية أشرف عليها وزيرالسياحة بحضور والي مدنين الاستاذ مراد بن جلون واطارات الجهة السياسيين والادرايين.. وكانت كلمة وزيرالسياحة كالعادة واضحة: ابلاغ ضيوف تونس رسالة سياسية واضحة فحواها ايمان قيادتها وشعبها بقيم التسامح الديني والثقافي والفكري.. وترحيبها بكل السياح والضيوف.. مع احترام خصوصياتهم وحقهم في التميز..