تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملفات «الصباح»
نشر في الصباح يوم 15 - 05 - 2009

السفير الفلسطيني سلمان الهرفي: «لسنا بالضعف الذي يعتقده الاسرائيليون»
طلال عوكل (محلل سياسي مقيم بغزة): «الأجيال الجديدة أكثر استعدادا للتضحية والنضال من الأجيال السابقة»
د. راوية الشوا عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة غزة: «مفتاح البيت الفلسطيني الذي نتوارثه جيلا بعد جيل عنوان لحقنا في العودة»
السفير الفلسطيني سلمان الهرفي: «لسنا بالضعف الذي يعتقده الاسرائيليون»
«الاعتراف بيهودية إسرائيل معناه قتل 1.5 مليون عربي»
* بعد واحد وستين عاما من النكبات والماسي الى اين يتجه المشهد الفلسطيني؟
- نحن نعيش اسوا واخطر مرحلة على الاطلاق والانتخابات الاسرائيلية حملت رسالة واضحة ان الاسرائيليين موحدون في استراتيجيتهم في نفي الوجود الفلسطيني، ومع ذلك اقول ان الاسرائيليين اعتقدوا حتى الان انهم اغرقوا الجانب الفلسطيني وانهم بصدد قطف ثمار ذلك. التطرف الاسرائيلي ليس صناعة جديدة ولكننا اليوم امام اقصى اشكال التطرف في العالم مركز اتخاذ القرار الاسرائيلي قال للعالم انه بامكانه ان يقول ما يشاء ولكن اسرائيل ستفعل ما تشاء. وهذه الحكومة لا تنظر للشعب الفلسطيني كشعب بل كمجموعات تعيش في دولة اسرائيل التي تسعى للتكرم عليهم وتحسين ظروفهم الاقتصادية وتقديم الفتات لهم وكل شيء طبعا مرتبط بمصالح اسرائيل وبالنسبة للاحتلال الاسرائيلي فان الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت الذي يغادر ويترك له الارض او يقبل العيش بمذلة.
* الان ما الذي سيتغير مع حكومة ناتنياهو وليبرمان؟
- ناتنياهو ومنذ اول يوم لوصوله الى الحكم لم يتوقف عن المطالبة بلقاء محمود عباس والجواب الفلسطيني كان واضحا ورافضا للتعامل معه طالما ان حكومته لا تلتزم باية اتفاقات لسنا بحاجة لعشرين عاما اخرى لاقناع ناتنياهو باهمية الالتزامات السابقة التي جاءت نتيجة لمفاوضات طويلة ولا يمكن التعامل مع هذه الحكومة دون تجميد للاستيطان والالتزام بمبادئ عملية السلام والارض مقابل السلام وليس مقابل فتات الخبز. الان هناك تغييرات حاصلة في الولايات المتحدة ولاول مرة نشهد ان توجهات العالم مختلفة عن توجهات اسرئيل ومع ذلك نحن لسنا متفائلين ولسنا متشائمين ايضا ونامل ان يكون التغيير على الارض ولا نبني وهما على ما اتخذ حتى الان من اراء ,و الحقيقة اننا لا نرى اختلافا في الاستراتيجية الامريكية والاسرائيلية والعلاقات بينهما ليست بالسوء الذي يشير اليه البعض واذا ما اقنع اوباما ناتنياهو بحل الدولتين فهذا لن يكون مكسبا هذا حق مكتسب ولا تبنى عليه استحقاقات من الحكومة الاسرائيلية. رؤيتنا للمستقبل مرتبطة بحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية حتى حدود الرابع من جوان 1967 وأسس عملية السلام واضحة وأي خروج عن النص او محاولة تغيير الاطار مرفوض. لسنا بحاجة لمبادرات سلام جديدة بل الى ميكانيزم لتنفيذ ما اتفق عليه سابقا اسرائيل تعيق كل تنفيذ ولذلك لا بد من جدولة زمنية لعملية تنفيذ مع رقابة دولية ولن يكون هناك جدوى من الاجتماعات الثنائية الفلسطينية الاسرائيلية اذا لم يكن هناك رقيب ثالث وبالتحديد من جانب اللجنة الرباعية اما ما نراه من حراك سياسي من اجل الحراك السياسي فلن يغير شيئا وشعبنا لديه اطنان من الوثائق والمبادرات وكل ما يحدث من حراك حتى الان لم ينه الاحتلال ولم يمنع تكرر جرائم الحرب الاسرائيلية وبناء المستوطنات والمشكلة الاساسية كانت ولا تزال هي الاحتلال والطرق للوصول للسلام ليست محدودة في المفاوضات فقط هناك الف طريقة لاحلال السلام وشعبنا لايمكنه الانتظار الى الابد. الموقف الفلسطيني الرافض للقاء ناتنياهو رسالة نامل الا يستهان بها وهي رسالة على العالم الاستفادة منها الجانب الفلسطيني يشعر بحجم الخطر الذي يهدد وجوده وبالتالي قد يلجا الى أي اسلوب لحماية شعبه اذا انسدت امامه الطرق. دعوة روسيا لانعقاد مجلس الامن يجب عدم الاستهانة بها ايضا والجانب الفلسطيني بامكانه التحرك على عدة مستويات سواء اللجوء الى ابواب مجلس الامن او محكمة العدل الدولية وكذلك استخدام كل اشكال المقاومة الشعبية فلا يوجد شعب على الارض يفاوض من اجل التفاوض والمفاوضات وسيلة وليست هدفا في حد ذاتها بالامس ربطت اسرائيل عملية السلام بالتطبيع مع الدول العربية لقد جلبنا لاسرائيل التطبيع مع كل العالم وظلت تتنصل من السلام. الطرف الفلسطيني ليس بالضعف الذي تعتقده اسرائيل وليس بالوهن الذي يعتقده الكثيرون طاقة شعبنا عالية وشعبنا خلاق ومبدع في اساليب المقاومة.
* الا ترون ان الوضع الداخلي الفلسطيني اولى بالاصلاح لمواجهة كل الاستحقاقات؟
- هناك فعلا مشكلة كبيرة وهناك فعلا جهودا تبذل لتوحيد صفوف الشعب الفلسطيني ونحن على قناعة ان حالة التطرف الفلسطيني حالة ظرفية وليست من ثقافة الشعب الفلسطيني وهي نتيجة عدوى التطرف الاسرائيلي وصناعة اسرائيلية رعتها وروجت لها اسرائيل وهذا التطرف بدا ينحصر ولن ننجر بسببه الى حرب اهلية ولن نسعى لتحقيق طموحات اسرائيل أو حلف الاضداد لبعض القوى الاقليمية في المنطقة لقد دفعنا ثمنا باهظا حتى الان وثبت لكل المغامرين ان مغامرتهم فاشلة وانه ان الاوان ان ننظر بعين وطنية لمصالح الشعب الفلسطيني والحفاظ على منجزاته. لسنا اول حركة تحرر في العالم ولسنا اخر حركة تحرر هناك قوانين تحكم حركات التحكم واحداها الوحدة وعلى الذين غامروا باعلان انفصالهم ان يعودوا الى صناديق الاقتراع والانتخابات ليست عود ثقاب يستعمل مرة واحدة الديموقراطية ثقافة واسلوب حياة وليست مجرد وسيلة للوصول الى الحكم. وكما ان المفاوض الفلسطيني يراجع نفسه فمطلوب من الاخر ايضا مراجعة نفسه نسعى الان لانجاح مفاوضات القاهرة وهذا لم يمنعنا من المحافظة على مصالح شعبنا وخاصة في غزة لاعادة إعمار القطاع وتضميد الجراح ولذلك علينا ان نضع حدا للتدخلات قدر المستطاع في الشان الفلسطيني والمصالح الفلسطينية تسمى من أي محور ومن أية عاصمة الخطر داهم علينا جميعا وعلينا الا نساوم على مصالحنا العليا. نعم لدينا موقف من التدخل الايراني وهو لا يخدم مصالح شعبنا بل يزيد فرقة الفلسطينيين ويشعل نار الفتنة.
* بين كل هذه التحديات والمخاطر القائمة هل تعتقدون بان الاجيال الصاعدة قادرة على حماية الهوية الفلسطينية من الضياع؟
- نحن متفائلون ويجب ان نمضي في حمل شعلة التفاؤل وثقتنا في شعبنا كبيرة علمنا هذا الشعب عبر الاجيال الماضية انه شعب خلاق وان فلسطين ولادة والجيل القادم سيحمل الشعلة ويستر في حملها بشكل افضل مماهي عليه لا اقول هذا الكلام من فراغ فامامنا جيل مسلح بتجارب وخبرة اعوام من المعاناة في مواجهة الاحتلال والذي كان ابشع مشهد فيه العدوان الاخير على غزة وصور أطفال غزة الذين مزقتهم القنابل لا تفارق ابناء جلدتهم وحاضرة في ذاكرة كل طفل فلسطيني اينما كانوا امهاتنا واخواتنا يرضعن الوطنية لابنائنا منذ نعومة اظافرهم رغم الظروف الصعبة ورغم التشرد ورغم الشتات فان العالم لا يمكنه التشكيك في وطنية أي فلسطيني سواء كان في البرازيل او في الناصرة او في اريحا في كل بيت فلسطيني مفتاح للبيت الذي سرقه المحتل ولا مجال بالتالي ان ندعي حل القضية الفلسطينية دون حل قضية اللاجئين وعندما يتكلم صاحب القرار الاسرائيلي عن يهودية الدولة الاسرائيلية يعتقد ان الجانب الفلسطيني ساذج ولكن هذا الكلام مردود على اصحابه باراك وبيريز وناتنياهو من طينة واحدة وهي طينة غولدا مائير وليفني وغيرهم وعلى هؤلاء احترام اعلان دولتهم الذي اخذوه في الامم المتحدة والذي لم يتحدث عن دولة يهودية ولكن اذا ارادوا ارتكاب جريمة عنصرية اسمها التطهير العرقي فلن يجدوا فلسطينيا يشاركهم في ذلك نحن شعب يكفر الانتحار والاعتراف بيهودية اسرائيل معناه تصفية مليون ونصف مليون فلسطيني في اسرائيل يهودية اسرائيل دعوة للمشاركة في سياسة الترانسفير.
طلال عوكل (محلل سياسي مقيم بغزة): «الأجيال الجديدة أكثر استعدادا للتضحية والنضال من الأجيال السابقة»
* ماذا تعني الذكرى 61 للنكبة بالنسبة للجيل الذي تنتمي اليه؟
- مرور واحد وستين عاما على النكبة لا يعني نظريا ومعنويا ولا عمليا بالنسبة لاي انسان فلسطيني على الاطلاق تراجع او اسقاط قناعاتهم بشان حقهم في العودة الى الارض خلال كل هذه السنوات جرت محاولات وتجري اخرى لتبديد حق اللاجئين الفلسطينيين الذين يمثلون جوهر القضية وعلى مدى خمسين عاما او يزيد كانت هناك مشاريع دولية لتوطين الفلسطينيين حتى ينسوا الارض بعد ذلك حاولت اسرائيل تنفيذ مقولة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض والان هناك محاولات لتسوية سياسية بدون حق العودة. والادارة الامريكية الجديدة تطلب من العرب تعديل المبادرة العربية وشطب هذا البند ولكن هذا الحق موجود في كل انسان فلسطيني حتى لو تامرت السياسة والظروف على الفلسطينيين. فيما مضى قال بيريز "الكبار سيموتون والصغار سينسون " هذا ما كانوا يروجونه ولكن اثبتنا لهم ان الذاكرة الفلسطينية لا تموت واتضح ان الكبار ماتوا ولكنهم اورثوا الصغار من بعدهم قناعاتهم ولقنوهم حقهم التاريخي وانه لا حل لمستقبل الصراع بدون حل قضية اللاجئين والامر ليس مجرد شعارات او نظريات او كتب تدون هناك حول الستة ملايين فلسطيني يعيشون في الشتات وهم وبعد ستين عاما لم يذوبوا في المجتمعات العربية او الغربية التي يعيشون فيها وسيظلون كذلك حتى بعد الفي عام. وكل هؤلاء يحتفظون لديهم بمفتاح البيت المتوارث جيلا بعد جيل ويحملونه اينما ذهبوا وهذا هو الدرس الاساسي ولكن العالم لا يدرك عمق هذه القناعات.
* وهل تعتقدون ان الاجيال الصاعدة قادرة على حمل الامانة وحماية والهوية الفلسطينية من الضياع بعد كل هذه السنوات؟
- صحيح ان البيوت التي كانت قبل 1948 دمرتها اسرائيل ولم يبق منها غير الموقع والاجيال التي اضطرت للمغادرة انذاك وهي صغيرة السن ظلت تحمل المفتاح الرمز على امل العودة .هناك حقيقة ان الفلسطينيين الذين ظلوا في الداخل سنحت لهم الفرصة لزيارة الارض وهذا امر مهم جدا واطفال كثيرون بامكانهم ان يقولوا للعالم اين يقع بيت الاجداد واين توجد مزرعة العائلة وهم قادرون على تحديد مكان البئر والشجرة المعمرة التي كانوا يلعبون في ظلها والموضوع ابعد من الموروث المادي وهناك الموروث الوجودي من الكبار الى الصغار هناك في لبنان اكثر من 400 الف لاجئ فلسطيني لا عنوان لهم وهمومهم اكبر من ان تحصى وهم يريدون ان تكون الدولة الفلسطينية خطوة نحو العودة وهناك مثلهم في سوريا وهم يعيشون ظروفا افضل ولكن لا احد بين هؤلاء مستعد للتنازل عن حق العودة وهم يحلمون بهذا اليوم والعودة حق متوارث عن وعي والاجيال الجديدة اكثر حماسة واستعدادا للتضحية والمقاومة من الاجيال التي سبقتها وهذا واقع واذا درسنا مسيرة النضال الفلسطيني سنجد ان الضحايا الفلسطينيين في السنوات القليلة الماضية اكثر من الاجيال السابقة وهم مستعدون لمواصلة النضال وتحقيق هدفهم في تقرير المصير.
* وما الذي يمكن ان تحمله زيارة البابا الى الاراضي المحتلة في مثل هذه الذكرى؟
- المكانة الروحية الرفيعة للبابا تؤثر بحدود ليست قليلة على ملايين المسيحيين في كل مكان في العالم وهذا الموقف يصاغ ليس روحانيا ولكن سياسيا الفاتيكان يتحدث عن السلام والتعايش بين الاديان ولكن الزيارة لا تخرج عن اطار السياسة الدولية المعروفة اسرائيل دولة قوية ومن هذا المنطلق فان زيارة البابا الى بيت لحم ستحمل بعدا دينيا وسياسيا يجاري السياسة الدولية المعلنة ولا يتعارض معها تقضي بتبني حل الدولتين ولكن البابا لن يسعى خلال هذه الزيارة للتاكيد للعالم انه على ارض محتلة ولن يخرج بالتالي عن اطار ما هو معروف .
و لاننسى اننا اليوم نحيي كذلك فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية ونواجه المحاولات لاجهاض هذه الفعاليات والغاء الثقافة العربية وهذا هو الوجه الاخر للاحتلال الذي يسعى لسرقة البلاد والتاريخ والارادة والادب الفلسطيني وكل ذلك بهدف خلق جيل غريب عن ثقافته وادبه والعامل الثاني وراء ذلك هو طمس المعالم العربية والاسلامية في مدينة القدس كما ان في اجراء الحفريات وطمس الواقع الظاهر والشاهد على العروبة جزء من حملة لا حدود لها وبالتالي فان الحرب القائمة اليوم ليست على الارض بل على التاريخ والوعي وعلى المعالم الثقافية التي تؤكد الحق التاريخي والمستقبلي لكل من الشعبين والقدس ليست مجرد ابنية فهي تعكس العمق الفكري والروحاني والبعد الاخر الذي يتجاوز البعد الجغرافي.
د. راوية الشوا عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة غزة: «مفتاح البيت الفلسطيني الذي نتوارثه جيلا بعد جيل عنوان لحقنا في العودة»
* لو سألتك ماذا في ذاكرتك عن النكبة ودروسها في ذكراها الواحدة والستين؟
- الذاكرة الفلسطينية لا تزال حية بعد كل هذه السنوات وفي اعتقادي انه تتجدد وليس هناك فقدان لذاكرة أي شعب ونحن طالما بقينا نعيش على ارض فلسطين اوحتى على جزء منها فان الذكرى لن تتوقف والنسيج الاجتماعي الفلسطيني سيظل حيا ولا يتوقف وقطاع غزة سواء كان معزولا او مبعدا او تحت الحصار فان نفس النسيج الاجتماعي الفلسطيني يبقى متوراثا وقضية الذاكرة تحيا وتظل قائمة ونحن نمارس حياتنا في ظل احتلال بغيض وحين نتذكر فلسطين بالمفهوم التاريخي نجد انفسنا في جزر او كانتونات منفصلة. فقدنا وطننا واصابنا في كثير من الاحيان الياس والعالم لا يرى في هذه القضية عدالة كافية تقنعه بدعم ارائنا وافكارنا وحقنا وقياداتنا التاريخية لم تتعامل مع هذا الاغتصاب الظالم لارضنا بشكل موضوعي ومنطقي بل تعاملت معه بلا مسؤولية لذلك لم تنجح حتى اليوم في استرداد الحق وهذا القرن لن يسجل نتائج لصالحنا ولكن نؤكد انه طالما نتمسك بوجودنا على هذه الارض وطالما تعلق بها ابناؤنا فان ما يحدث لقضيتنا سيكون مساومة ضد الريح... اسرائيل تريد اقتلاعنا من هذه الارض ونحن نصر على الاستمرار والالتصاق بمكاننا ونحن كاسر وكعائلات نحمل الهم والمسؤولية الكبرى من اجل الاستمرار ولا نفقد الاساس وهو الاحساس بالثقة في انفسنا وسنذكر دوما ان كل المؤتمرات لم تثمر ولم تات لنا باي حق من حقوقنا وهذه الثقة التي بدانا على اساسها النضال الوطني يجب الا تنزع منا.
لدينا اليوم في المعنقلات والسجون الاسرائيلية اكثرمن احدعشر الف اسيرفهل نستسلم للياس؟ اليس في هذا الرقم ما يؤكد ان هناك في كل عائلة فلسطينية اسيرا بل وربما اكثر.. أليس في ذلك دلالة على ان القضية خالدة في ذاكرة كل فلسطيني اينما كان؟ يكفي ان نتامل هذا الرقم الكبير للاسرى والذي لم يسبق لغير شعبنا تسجيله لندرك اننا لم نكن نمرح على هذه الارض وان هناك نضالا مستمرا وغير عادي.. ان في وجود أسير على الاقل في كل عائلة فلسطينية ما يكفي لايقاظ ليس الذاكرة فقط ولكن تغذية الحس الوطني ايضا وعلينا الا نستسهل الحلول وان نبقى كافراد وكمستقلين ضمن هذا الشعب في مسيرة الكفاح وان نرفض الابتزاز ونتصدى للضغوط.. هناك ثمن باهظ ندفعه كل يوم من دماء وارواح وحريات ابنائنا ولكن هذه هي متطلبات الوطن وحق تقرير المصير.. النكبة ذهبت بارضنا وممتلكاتنا والعالم ينظر ويخشى غضب اسرائيل ومع ذلك فنحن موجودون وباقون على هذه الارض.
* غزة المحاصرة كيف تعيش عودة هذه الذكرى؟
نحن ممنوعون من الخروج من غزة.. طالبنا البابا بالقدوم الى غزة ليرى حجم الكارثة ولكن تاثير اللوبي الصهيوني غير عادي ولايزال يمارس ابتزازه للعالم برفع ورقة المحرقة هذه كارثة حلت بالشعب اليهودي.. ولكن لا يجوز ان يدفع شعبنا الفلسطيني ثمنها.. هناك قضية عادلة مغيبة ويجب ان يتحرك العالم لاجلها.. نحن في غزة نعيش في سجن مظلم والاسرائيليون يعيشون في حرية نحن في معتقل به مليون ونصف فلسطيني بينهم مرضى وطلبة ومعاقون كلنا داخل هذا المعتقل والاسرائيليون يتمتعون بالحياة واطفالهم يلعبون وياكلون ويسبحون.. نحن نذهب الى السوبر ماركت فنجد بضائع تحسب على اصابع اليد الواحدة نحن بلا ماء وهم يسقون الزرع والمسابح.ما الذي اقترفناه سوى اننا نتمسك بحقنا ولا نرضخ لاسرائيل.
نتذكر اليوم في ذكرى النكبة اننا امام مرحلة جديدة في التاريخ المعاصر وقدوم اوباما لحظة مهمة ودرس لكل الديموقراطيات في العالم اوباما ليس المنقذ لفلسطين ولكنه يحمل حتما مفاهيم جديدة ليس على المدى القريب ولكن تاثير كلماته سيحدث التغيير في الراي العام الامريكي وحتى الاوروبي الذي يدعم الديموقراطية والحرية ولكنه يخاف الافصاح برايه عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية بسبب قضية عقدة الذنب.
اوباما يمثل بالنسبة لنا الدستور الامريكي بكل قيمه ومبادئه وفي انتخاب اوباما احياء للقانون الدولي واحياء لفرص التوازن في العالم وهذه مرحلة هامة نعيشها قد لا يسمح لاوباما بالاستمرار في منصبه اكثر من ولاية واحدة ومع ذلك نثمن ان لديه القدرة لاشعار الراي العام بالكلمة الصادقة فنحن نعيش مرحلة من الظلم الشديد والانظمة العربية لاتمارس الدفاع كما ينبغي عن القضية الفلسطينية ولذلك نحن نحتاج نهضة وهبة جديدة ومساندة اوسع واكثر صدقا لقضيتنا.
* تقولين ان هذا القرن لن يسجل انتصارا للقضية فهل تعتقدين ان الاجيال القادمة ستكون قادرةعلى تحمل الامانة وحماية الهوية من الضياع؟
قضيتنا تتعرض لهزة عنيفة التجزئة الحاصلة وتشتت شعبنا في جميع انحاء العالم لا يساعدنا.. نحتاج قيادة حكيمة للتنسيق بين هذه الافواج الكبيرة من ابناء شعبنا.. نحن في مواجهة معركة كبيرة ومخاطر اكبر تحتاج الى قيادات مختلفة وتحتاج الى فكر متجدد يستطيع جمع القرارات ويوثقها في المستقبل وببساطة لن يذهب حق وراءه طالب ولن تذهب فلسطين طالما بقي هناك فلسطيني واحد يناشد هذا الحق.. في كل بيت فلسطيني مفتاح والكل يملك بيتا في فلسطين وهو عنوان لحق العودة وساكن هذا البيت عليه خرق كل الحدود للحفاظ عليه الكثير من الصهاينة استطاعوا شراء مدن باكملها لا اعاتب احدا ولكن كان اجدر بنا ان نشتري نحن تلك البيوت كلام فيه الكثير من العاطفة ولكن حدث قصور من الجانب الفلسطيني الذي لم يستوعب ما حدث من حوله ومع كل ذلك فان اسرائيل لم تستطع اقتلاعنا من ارضنا لقد دمروا خلال الحرب على غزة بيوتنا وقد هدم بيتي للمرة الرابعة على التوالي ومع ذلك سارفض الذهاب الى أي مكان وسأستمر في الوجود في غزة لانقل لابنائي واحفادي حقي وحقهم في البقاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.