تونس/الصباح: في سهرة امس الاول بثت الفضائية «تونس 7» برنامجا بعنوان «فصل المقال» حاول من خلاله معدّه ومقدمه الخوض في واقع السينما التونسية وافاقها.. البرنامج تضمّن في جانب منه مجموعة شهادات لسينمائيين ونقّاد ومنتجين حاولوا من خلالها الاجابة عن سؤال محوري مفاده: لماذا انطفأت شعلة الافلام التونسية الني لمعت في تسعينات القرن المنقضي (القرن 20)؟ كما تضمّن البرنامج في جانب آخر مادة وثائقية عكست ذلك الاقبال الجماهيري والنجاحات الكبيرة محليا ودوليا الذي لقيته بعض الافلام التونسية التي ظهرت في تلك الفترة (تسعينات القرن الماضي) مثل شريط «عصفور سطح» لفريد بوغدير وشريط «ريح السد» لنوري بوزيد وشريط «صمت القصور» لمفيدة التلاتلي.. الزمن الجميل والواقع انه بقدرما يكاد يكون هناك اجماع على ان فترة تسعينات القرن المنقضي (20) هي بمثابة «العصر الذهبي» للسينما التونسية وانها كانت ذلك الزمن الجميل الذي تألقت فيه السينما التونسية من خلال مجموعة افلام ابدعت واقنعت فنيا وجماليا فكان أن تلقّفها الجمهور التونسي واقبل على مشاهدتها في القاعات السينمائية.. يكاد يجمع النقاد والمهتمون ايضا بان هناك شبه انتكاسة تعيشها السينما التونسية منذ ما يقارب العشريتين.. بعض المستجوبين الذين ادلوا بشهاداتهم في الموضوع ضمن برنامج «فصل المقال» مثل الناقد الدكتور الهادي خليل والمخرج السينمائي هشام بن عمار وكذلك المخرج ابراهيم اللطيف والمنتج نجيب عيّاد حاولوا كل من منطوره تفسير اسباب هذه الانتكاسة التي تجلّت خاصة في تراجع واضح للمستوى الفني للأفلام التونسية التي انتجت على مدى العشريتين الاخيرتين وكذلك في عزوف الجمهور التونسي عن الاقبال على مشاهدة هذه الافلام بعد ان كان يتزاحم امام شبابيك قاعات السينما في التسعينات لمشاهدة الافلام التونسية وايضا في تراجع حضور الافلام التونسية في المهرجانات السينمائية الدولية مجمعين تقريبا على أن ما جعل شعلة الافلام التونسية تنطفئ قياسا بالحال التي كانت عليه في تسعينات القرن الماضي هي مجموعة عوامل ذاتية وموضوعية بينها ما هو هيكلي ويخص مسائل الانتاج والدعم والتوزيع في القطاع.. وبينها ما هو ابداعي ذاتي يهم اختيارات المخرج الفنية والفكرية.. الذي ميّز حقيقة برنامج «فصل المقال» هو أنه طرح المسألة بطريقة شجاعة وذكية شكلا ومضمونا فالحصة لم تأت في شكل جلسة نقاش او حوار في الاستوديو كما جرت العادة وانما بدت اقرب الى المادة الوثائقية المغرية والدسمة.. فهناك شهادات لنقّاد ومنتجين ومخرجين وممثلين.. شهادات بدت صريحة وغير مواربة.. وهناك من جانب آخر مادة وثائقية مصوّرة دعمت بالكامل مشروعية السؤال الذي تأسّس عليه مضمون الحصة والذي مفاده: لماذا انطفأت شعلة الافلام التونسية؟ وما من شك في أن حصة تلفزيونية تؤسس مادتها منذ البداية على سؤال افتراضي نقدي ومثير وليس على «شعار» او عنوان يدعي الحيادية لجديرة بان تلقى ذلك التجاوب مع الاسماء البارزة من نقاد وسينمائيين ومنتجين الذين أثروا الحصة بشهاداتهم.