كنت واقفا امام شباكهما أنتظر اتمام اجراءات " تعريف بالامضاء " عادية لما دخلت عجوز ومعها ابنتها واقتربتا من موظفتي الدائرة البلدية لتطنبا في مدحهما وشكرهما والدعاء الصالح لهما.. أكملت السيدة وابنتها عبارات الشكر فدفعني فضولي الصحفي لأسألهما عن قصتهما.. فأفهمتاني أن الموظفتين البلديتين أنقذتا السيدة العجوز من عملية تحيل مؤكدة.. فقد اشترى منها احدهم عقارا بحوالي 60 ألف دينار وأعد لها وثيقة بيع سجل فيها أنها أي البائعة استلمت قبل توقيع العقد المبلغ كاملا.. بالرغم من كونها لم تستلم الصك بعد..؟ الموظفتان قرأتا النص الكامل للعقد ولم تقوما بختمه بصفة الية.. دون سؤال.. منذ فهمتا ان صاحبته أمية.. سالتاها عن سر الجانب الغريب في العقد فحدثتهما أن "المشتري" بوبلاش أي المتحيل طلب منها توقيع العقد لوحدها ووعدها بتوقيعه بنفسه لاحقا على أن يعطيها أموالها بعد ذلك وان لا علم لها بتنصيصه على أنها استلمت اموالها بالكامل مسبقا..؟ غضبت العجوز وفهمت انها كانت ضحية تحيل.. ولما تفطنت للغش استنجدت ببناتها فلم تمض العقد الا بعد أن سلمها المشتري الصك معرفا به.. هذه القصة واحدة من بين الاف الحالات التي تشهدها كثير من الادارات.. لكن العنصر الايجابي جدا أن بعض الموظفين والموظفات ينجحون في انقاذ "الفريسة " قبل ان ينجح " الوحش " في التهامها.. بفضل نزاهتهم واخلاصهم لعملهم.. واستعدادهم لمساعدة الاميين في القانون.. وما أكثرهم..