في أعقاب نهائي مثير بلغ فيه التشويق ذروته وأمام مدارج متراصّة بحوالي 60 ألف متفرج غصّ بهم ملعب 7 نوفمبر برادس وشّح الترجي الرياضي ليلة أمس رأسه بالتاج العربي كمسك الختام لموسم متميّز استهلّه بكأس اتحاد شمال افريقيا وحلّق فيه بنسر البطولة عاليا. وقد احتفل لاعبو الترجي وجمهورهم بهذا اللقب وسط أنهار من الدموع بعد أن عاش الجميع مباراة كلّها غصرات وألم ومعاناة ولاسيما منذ الدقيقة 15 التي أهدر فيها مايكل اينرامو ضربة جزاء لا يغتفر اهدارها في مثل هذه المناسبات. وفعلا فقد كان هذا الاخفاق خير حافز للاعبي الوداد البيضاوي ولحارسهم نادر المياغري للعودة بقوة في المباراة الى ان تحصلوا على ضربة جزاء اختطفوا بها هدف الفوز الذي قضى على الاسبقية التي احرزها الترجي في نهائي الذهاب بالدار البيضاء. وحين كان الترجيون يتوجّسون خيفة من الاحتكام الى الركلات الترجيحية باعتبارها غير مضمونة العواقب جاءت ضربة الجزاء الحاسمة التي حوّلها اسامة الدراجي الى هدف قاتل في وقت قاتل، رفع بفضله الترجي لقب دوري ابطال العرب وهو التتويج الثاني في رصيده. فألف مبروك للترجي وللكرة التونسية، ولكن كم كنا نتمنى لو كان هذا النهائي خاليا من المشاهد المؤسفة، خصوصا وان المباراة كانت مسبوقة باجواء احتفالية وبلوحات آية في الروعة على المدارج.