من يتابع التصريحات الجديدة للرئيس الامريكي ومفوضية الاتحاد الاوروبي عن دعمها للشعب الفلسطيني وللرئيس محمود عباس ورئيس وزرائه الجديد سلام فياض يحصل لديه انطباع اول الامر ان مشاكل ملايين الفلسطينيين المحاصرين منذ اكثر من عامين بشكل وحشي في قطاع غزة والضفة الغربية في طريقها الى التسوية.. خاصة ان الرئيس الامريكي دعا الى مؤتمر حول تسوية الصراع العربي الاسرائيلي في الربيع القادم.. لكن من يتابع الارقام التي وقع الكشف عنها بخصوص التمويلات الموعودة من الجانبين الاوروبي والامريكي يكتشف انها هزيلة.. بل هزيلة جدا.. فهي بضع عشرات من ملايين الأورو تعهد بها الاتحاد الاوروبي.. ومئات من ملايين الدولارات تعهدت بها واشنطن.. من بينها 144 مليون دولار(؟؟) لتسوية المشاكل الغذائية والصحية والتربوية والاجتماعية لكل الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث اللاجئين في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والاردن؟؟ و180 مليون دولار (50 مليون دولار برمجت مؤخرا و130 مليون دولار قديمة ) لتسوية مشاكل البنية الاساسية وتحقيق الاصلاح السياسي والديموقراطية... بالنسبة للشعب الفلسطيني.. وتقرر ان تصرف 80 مليون دولار من واشنطن لفائدة قوات الامن الفسطينية قصد تعصيرها وتحسين ادائها؟؟ كل هذه المبالغ بملايين الدولارات بينما الاموال الفلسطينية المحجوزة لدى اسرئيل( تحت عنوان ضرائب واموال مجمدة) خلال الاعوام الماضية وخاصة منذ انتخابات جانفي 2005.. تعد بالمليارات.. حسب مصادر فلسطينية ودولية.. اما الاموال التي تقدمها واشنطن سنويا الى اسرائيل فهي 3 مليارات بشكل مباشر ضمن التزاماتها لمصر واسرائيل منذ اتفاق كامب ديفيد.. فضلا عن المليارات التي تحول الى اسرائيل بصيغ ملتوية تحت عناوين مختلفة منها" المساعدات العسكرية والامنية ومكافحة الارهاب.. والتضامن مع ضحايا المعاداة للسامية"؟؟ فمتى يؤخذ ملف الصراع العربي الاسرائيلي ماخذ الجد؟ لقد تعهدت الادارة الامريكية السابقة للرئيس الفلسطيني الراحل عرفات ببناء الدولة الفلسطينة المستقلة بعد 5 اعوام من توقيع اتفاق اوسلو1993 .. وتعهد الرئيس بوش الابن مرارا بتسوية الصراع عبر اقامة دولة فلسطينية واخرى اسرائيلية.. دون ان يفعل شيئا للشعب الفلسطيني مقابل الدعم "السخي" واللامشروط لإسرائيل.. ان كل مخططات امريكا واوروبا والحلف الاطلسي حول تحقيق الامن والسلام في المتوسط فشلت واجهضت بسبب غياب الجدية في معالجة عدد من الملفات الرئيسسة في المنطقة.. على راسها ملف الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين واراضي عدد من الدول العربية.. بينها الجولان السوري وجنوب لبنان واراض اردنية ومصرية ..ثم استفحلت الازمة بسبب ضرب العراق ومحاصرة ايران وسوريا على خلفية اضعاف "خصوم اسرائيل واعدائها الافتراضيين".. فمتى يتفطن ساسة بروكسيلوواشنطن وحلفاؤهم ان عليهم وضع حد فوري لمعاناة ملايين الفلسطينيين ومشاعر الاحباط التي انتشرت في صفوف مئات الملايين من العرب.. حتى لا تنتشر ظواهر التطرف والعنف اكثر فاكثر؟ ومتى تتحمل الفصائل الفلسطينية والقيادات العربية مسؤوليتها كاملة في خدمة قضاياها الملحة.. عوض اهدار الطاقات في صراعات على الكراسي والمواقع والمصالح الضيقة.. في مؤسسات اغلبها وهمي.. ما دام الاحتلال جاثما فوق صدورالجميع..