تونس - الصباح: كل من تابع الأحداث المتلاحقة الأخيرة الحاصلة بقطاع مسدي الخدمات الصحية للممارسة الحرة، لاحظ دون شك الاتجاه التصاعدي لأجواء التوتر والمشاحنات بين طرفين رئيسيين ينتميان إلى مجمع مسدي الخدمات الصحية في القطاع الخاص، ولعل قرار أحد الطرفين مؤخرا تنظيم منتدى وطني حول "تقييم إصلاح منظومة التأمين على المرض" باسم المجمع، النقطة التي أفاضت الكأس. وقد تكون بادرة أزمة جديدة داخل القطاع.؟ ورغم أن المنتدى المذكور الذي كان مقررا تنظيمه أول أمس الأحد تم تأجيله لأجل غير مسمى، إلا أن المهم في الأمر أن الأزمة لا يلوح لها أي مخرج في الوقت الراهن، على اعتبار التضارب الحاصل في وجهات النظر بين طرفي الخلاف. ويبدو أن مسألة كيفية التعاطي مع إصلاح منظومة التأمين على المرض، ومن يمثل نقابة أطباء الاختصاص في مسار التفاوض وتقييم المنظومة، هي جوهر الخلاف. علما أن نقابة أطباء الاختصاص يتنازع تمثيلها قطبان، كل منهما يدعي تمثيله الشرعي لها، وكل شق فيها يسانده أطراف من داخل أعضاء المجمع النقابي، الأول هو الدكتور علي جبيرة، أول كاتب عام لنقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة، والثاني الدكتور فوزي الشرفي، الذي تم تعيينه أيضا كاتب عام إثر اجتماع سابق للهيئة الإدارية لذات النقابة. مع الإشارة إلى أن شرعية تمثيلية هذا أو ذاك مسألة قانونية لم يتم الحسم فيها بعد. على اعتبار أن الدكتور علي جبيرة كان قد رفع قضية لإبطال قرار تنحيته عن الكتابة العامة لنقابة أطباء الاختصاص. وبالعودة إلى موضوع المنتدى، كانت مصادر من بعض نقابات مكونة للمجمع النقابي لمسدي الخدمات الصحية بالقطاع الخاص، نفت أن يكون لديها علم بالملتقى الذي تم الإعلان عنه حول "تقييم إصلاح منظومة التأمين على المرض"، وأكدت أن عدة هياكل مكونة للمجمع النقابي على غرار نقابة أطباء الممارسة الحرة، ونقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة التي وقعت على الاتفاقية القطاعية للتأمين على المرض(شق علي جبيرة)، وغرفة المصحات الخاصة، وغرفة مراكز تصفية الدم، أنها لن تشارك في الملتقى المذكور. يذكر أن المنتدى الذي أعلن عنه سابقا كان من المقرر أن تشارك في تنظيمه كل من نقابة الصيادلة، ونقابة البيولوجيين، وشق من نقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة. يذكر أيضا أن المجمع النقابي تأسس منذ 10 سنوات بعد حل المجمع الطبي الذي كان يضم كل الهياكل النقابية وعمادات القطاع الطبي. وتأسس المجمع النقابي لممارسي المهن الحرة في القطاع الصحي الخاص من قبل قدماء من نقابة أطباء الممارسة الحرة، ويضم غرفة المصحات الخاصة، نقابة أطباء الممارسة الحرة، نقابة البيولوجيين، نقابة أطباء الأسنان، نقابة صيادلة البيع بالتفصيل، وغرفة الصيادلة للبيع بالجملة. ويبدو أن أول إشكال أربك العمل الجماعي والتوافقي داخل المجمع يعود إلى شهر أكتوبر 2008، فحسب مصادر من داخل المجمع، بدأ منذ ذلك التاريخ تعدد غيابات كل من نقابة الصيادلة، ونقابة البيولوجيين عن حضور اجتماعات المجمع التي كانت تعقد إما بمقر نقابة أطباء الممارسة الحرة، أو بمقر نقابة أطباء الأسنان. وكان الاجتماع المفتوح الذي دعا إليه المجمع يوم 17 ديسمبر 2008، كل الهياكل الناشطة في القطاع الصحي الخاص، المناسبة التي ازدادت فيها حدة التوتر بين أعضاء المجمع، فقد رفض كل من البيولوجيين، والصيادلة حضور الاجتماع ما لم يتم دعوة الدكتور علي جبيرة كاتب عام نقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة، ثم طالبوا بعد ذلك بحضور الدكتور فوزي الشرفي كممثل لنقابة أطباء الاختصاص. وامام هذا الوضعية الشائكة تم تكليف الدكتور بشير قدانة أول كاتب عام منتخب لنقابة أطباء الممارسة الحرة، ومنسق المجمع، بمعية بعض قدماء النقابة من التوسط بين الطرفين لإيجاد أرضية تفاهم. لكن طرفي الخلاف، تمسّكا بموقفهم حول من يمثل نقابة أطباء الاختصاص داخل المجمع النقابي للممارسة الحرة في القطاع الصحي الخاص. وهو ما نتج عنه تجميد نشاط المجمع. إثر ذلك تلقت الهياكل الأعضاء المكونة للمجمع قرار بعض الأطراف التي تسعى لتنظيم المنتدى، تعيين كل من السيد شريف البحري رئيسا لمجمع نقابي جديد للنشاطين في الحقل الصحي الخاص، والدكتور عادل بن صميدة كمنسق عام. عدة مؤشرات تشير إلى احتمال اتخاذ الخلاف بين أعضاء المجمع النقابي لمسدي الخدمات الصحية بالقطاع الخاص، شكلا أكثر حدة في الأيام القادمة.