كاتب عام نقابة أطباء الاختصاص: توقيع الاتفاقية تحوّل تاريخي في قطاع طب الاختصاص تونس-الصباح: تم يوم أمس توقيع الاتفاقية القطاعية بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض ونقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة. وذلك بمقر الصندوق، وهي نفس الاتفاقية الموقعة من قبل نقابة أطباء الممارسة الحرة.
وكان لافتا من خلال حضور حفل الاتفاق لعدة وجوه مهنية ونقابية، تمثل مختلف مسدي الخدمات الصحية، خاصة من بين الموقعين سابقا على اتفاقيات قطاعية مع صندوق التأمين على المرض، سعي هؤلاء لإبراز دعمهم ومساندتهم ليس فقط لمسار إصلاح نظام التأمين على المرض، ولكن أيضا للسيد علي جبيرة كاتب عام نقابة أطباء الاختصاص، الذي عبر عن أمله في أن يؤسس هذا التوقيع مرحلة جديدة في علاقة"الكنام" مع نقابة أطباء الاختصاص، قوامها التواصل والحوار، وهدفها مصلحة المضمونين الاجتماعيين، وإنجاح إصلاح نظام التأمين على المرض، دون إغفال لمصالح الأطباء ومطالبهم. وقد حضر حفل التوقيع ثلة من إطارات الصندوق، وأطباء، ورؤساء وممثلين عن هياكل مهنية ونقابية في قطاع الخدمات الصحية للممارسة الحرة، على غرار كل من السيد محمد رابح الشايبي كاتب عام نقابة أطباء الممارسة الحرة، والسيد توفيق ناصف رئيس عمادة الأطباء التونسيين، والسيد بوبكر زخامة كاتب عام غرفة المصحات الخاصة، والسيد عادل بن صميدة كاتب عام نقابة أطباء الأسنان.. تحول تاريخي وقد تولى التوقيع عن نقابة أطباء الاختصاص الدكتور علي جبيرة، وعن الصندوق الوطني للتأمين على المرض السيد الناصر الغربي. وكانت الكلمة الأولى لكاتب عام نقابة أطباء الاختصاص الذي أشار إلى أن "توقيع الاتفاقية القطاعية هو ثمرة أكثر من عامين من المفاوضات الصعبة، أسست لعلاقة جدية بينها وبين صندوق التأمين على المرض قوامها الثقة والتفاهم." ووصف التوقيع ب" التحول التاريخي في قطاع طب الاختصاص.." وعدد جبيرة المكاسب التي تحققت للأطباء من خلال جلسات التفاوض، على غرار الترفيع في الأتعاب التعاقدية للأطباء، واعتماد أتعاب الطبيب في التدخل الجراحي حسب سلم التدخلات الجراحية، وقائمة الخدمات الطبية، والخلاص المباشر لأتعاب الأطباء من خلال العمليات العلاجية الاستشفائية..وتمثيل عمادة الأطباء في اللجان القطاعية الوطنية، ولجان المراقبة الطبية، فضلا عن الاتفاق المبدئي لتوسيع قائمة العمليات الجراحية المتكفل بها.. مناخ ايجابي وبين جبيرة أن مناخ التفاوض الايجابي يجعله متفاؤلا بشأن جلسات التفاوض المرتقبة مع صندوق التأمين على المرض بشأن مراجعة الاتفاقية القطاعية على ضوء تقييم النشاط الطبي. وقال أن عملية المراجعة المرتقبة، تهدف "إلى إرساء مشروع تأمين على المرض ناجع ومتوازن، ودائم." مجددا حرصه على الدفاع عن مصالح الأطباء في إطار من الحوار والاحترام المتبادل مع الشركاء الاجتماعيين، دون إغفال للجانب الانساني والاجتماعي للمهنة، خدمة للمجهود الصحي الوطني من خلال الانخراط الفعلي في منظومة التأمين على المرض، وليس مجرد التعاقد الشكلي. دخول في مرحلة الشراكة الفعلية من جهته حيا السيد الناصر الغربي ر م ع صندوق التأمين على المرض نضال نقابة أطباء الاختصاص، التي أثرت مسار التفاوض ومضمون الاتفاقيات الموقعة، والتي كانت "الحاضر الغائب" في جلسات التفاوض السابقة. كما حيا "النضالية والحرفية" التي تحلى بها السيد رابح الشايبي كاتب عام نقابة أطباء الممارسة الحرة. في كافة مراحل التفاوض والحوار بشأن مختلف المجالات التي تهم نظام التأمين على المرض. وقال الغربي، إنه بتوقيع نقابة أطباء الاختصاص على الاتفاقية القطاعية، "يتم الدخول في مرحلة الشراكة الفعلية". كما سيتم الشروع في مسار مراجعة الاتفاقية القطاعية. منوها بايجابيات"العمل الجماعي المشترك" بين إدارة الصندوق، وشركائها من مسدي الخدمات الصحية، في إطار علاقة تواصل قائمة على الجدية والاحترام والتواضع. ساهمت في إرساء غالبية الأطر القانونية، المنظمة حاليا لكافة تفاصيل نظام التأمين على المرض، من اتفاقيات تعاقدية، وأوامر ترتيبية.. وهي أطر قابلة للإصلاح والتطوير، والتجديد، حسب ما يمليه واقع التطبيق وتطور مسار الإصلاح. ومن المقرر أن يتم الشروع في عقد جلسات تفاوض حول الاتفاقية القطاعية الموقعة بين صندوق التامين على المرض، ونقابتي أطباء الاختصاص، وأطباء الممارسة الحرة، كما سيتم أيضا مراجعة الاتفاقيات القطاعية الأخرى الموقعة مع مسدي الخدمات الصحية. ومن غير المستبعد أن تعقد أولى جلسات التفاوض في هذا الغرض، في ظرف أسبوع على أقصى تقدير. وينتظر أن تشمل عدة فصول من الاتفاقية وبعض المحاور والمجالات ذات العلاقة بإصلاح نظام التأمين على المرض. استكمال حلقة تعاقد مسدي الخدمات الصحية وهكذا بتوقيع نقابة أطباء الاختصاص على الاتفاقية القطاعية للتأمين على المرض، تستكمل حلقة كافة مسدي الخدمات الصحية الموقعة على اتفاقيات قطاعية مع صندوق التأمين على المرض، تنظم العلاقة مع الصندوق، والتزامات الطرفين تجاه المضمونين الاجتماعيين، وتجاه العمل على إنجاح مختلف جوانب إصلاح نظام التأمين على المرض. يذكر أن نقابة أطباء الاختصاص للممارسة الحرة، كانت قد أمضت على الاتفاق الإطاري مع صندوق التأمين على المرض، منذ أكثر من سنة، في حين ظلت في الأثناء بعض المسائل العالقة، التي عطلت من امضاء الاتفاقية القطاعية. ومن المقرر أن تستند مراجعة الاتفاقيات القطاعية الموقعة بين مسدي الخدمات الصحية وصندوق التأمين على المرض إلى تقارير تقييمية في ما يهم النشاط الطبي والخدمات الصحية المسداة في ظل النظام الجديد للتأمين على المرض. وتتيح التقييمات المذكورة إمكانية مراجعة بعض فصول الاتفاقيات أو الإبقاء عليها في صيغتها الحالية. ويتوقع أن ترتفع وتيرة تعاقد الأطباء، مع صندوق التأمين على المرض بعد توقيع نقابة أطباء الاختصاص على الاتفاقية القطاعية. علما وأن المجموع العام للأطبّاء المتعاقدين مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض يفوق حاليا 4360 طبيبا أي ما يعادل 87 بالمائة من أطباء الممارسة الحرة يتوزعون بين 2070 طبيب اختصاص، و2290 طب عام. كما تقارب نسبة الصيادلة المتعاقدين ال100 بالمائة. وكذلك الشأن بالنسبة للبيولوجيين، ومراكز التصوير بالأشعة، والمصحات الخاصة. رفيق بن عبد الله
