تونس-الصباح: أصبح موقع "فايس بوك" مصدر تذمر وإزعاج من قبل بعض أرباب العمل و مسيري الإدارات على اعتباره عنصرا جديدا ينضاف إلى قائمة العناصر او العوامل التي تحد من انتاجية الموظف او العامل، (الغيابات المتكررة، ترك العمل للتدخين، أو لقضاء شأن خاص، الثرثرة الزائدة عن حدها مع الزملاء أثناء العمل..), خاصة محاولة بعض الموظفين الدخول إلى الموقع سواء لغرض التسلية أو لمخاطبة صديق، أو لغايات أخرى. ولجأت بعض المؤسسات، بحجة ضمان حسن سير العمل، إلى حجب بعض المواقع وهي عملية تقنيا ممكنة، لكنها تتمكن من مراقبة العامل أو الموظف عن طريق عدة آليات أخرى، إما بطريقة إعلامية، أو بطريقة مباشرة تمنعه من استعمال الانترنيت لغايات غير مهنية. مؤسسات أخرى، خاصة منها العاملة بالقطاع الخاص، لجأت إلى طرق مبتكرة، أسوة بالمثل الشهير "حتى لا يجوع الذئب ويشتكي الراعي"، وذلك بالسماح للعاملين والموظفين لديها بالولوج إلى الموقع الاجتماعي "فيس بوك"، لساعة واحدة يوميا وغالبا ما يكون ذلك خلال الأوقات الصباحية وقبل مباشرة العمل فعليا. لتصبح بمثابة "قهوة" الصباح، لإعطاء شحنة نشاط تضمن الرفع من انتاجية الموظفين.؟؟ جدير بالذكر أن موقع "فيس بوك " الاجتماعي الشهير على الإنترنت، ملأ الدنيا وشغل الناس، واستحوذ في ظرف وجيز ورغم حداثة إطلاقه على الشبكة العنكبوتية على اهتمام مستخدمي الانترنيت في تونس بمختلف فئاتهم ومستواهم التعليمي، فقد تحول إلى ظاهرة تستحق الدراسة والبحث خاصة أنه لم يعد مجرد موقع للتعارف بل اقتحم مجالات عديدة.. ومع تزايد المستخدمين التونسيين لهذا الموقع وتعميم شبكة الانترنيت على كافة المصالح العمومية، والخاصة، ارتفع عدد الموظفون، وإطارات المؤسسات الخاصة المستعلمين للانترنيت وخاصة منهم المسجلين ضمن الموقع المذكور، لم تتوان بعض الإدارات والمؤسسات عن اتخاذ إجراءات تقيد دخول الموظفين لهذا الموقع، تخوفا من تأثير ذلك على نقص انتاجية الموظف أو العامل خاصة منهم الذين يستخدمون الحواسيب لتسيير خدمات العمل الإداري او لتقديم خدمات إدارية. في المقابل يرى بعض الموظفين (عادة ما يستعملون أسماء مستعارة) الذين تحدثنا إليهم عن طريق نفس الموقع، أن موقع "فايس بوك" هو كغيره من المواقع الالكترونية لا يمكن أن يحد من انتاجية الموظف إلا إذا أدمن استعماله، أو أكثر من زيارته أثناء اوقات العمل بطريقة تسيء إلى حسن سير العمل المكلف به، كما أشار بعضهم إلى أن رؤساءهم في العمل لم يحاولوا حجب الموقع عنهم، غير أن أحدهم أكد وجود تعليمات داخلية بالمؤسسة التي يعمل بها تنص على وجوب احترام الموظف أو العامل لمقتضيات العمل من ضمنها تجنب الدخول إلى مواقع انترنيت غير محبذة. يذكر ايضا أن في تونس يتجاوز حاليا عدد مشتركي "فيس بوك" ال250 ألف مشترك وهم في ازدياد متواصل. علما وأن عدد مستخدمي الانترنيت في تونس يقارب حاليا 2,5 مليون مستخدم، كما يبلغ عدد المشتركين بال"ADSL" قرابة 247 ألف مشترك إلى حدود نهاية أفريل الماضي، حسب مصادر من وزارة تكنولوجيات الاتصال، ويتوقع أن يصل هذا العدد إلى 400 ألف قبل موفى السنة الجارية. على الرغم من إطلاق موقع "الفيس بوك" على شبكة الإنترنت منذ ما يقرب من خمس سنوات، فقد أصبح عدد مستخدميه في الوطن العربي ما يقارب 10 مليون مستخدم، أي بنسبة لا تقل عن 5% من عدد مستخدمي "الفيس بوك" في العالم. علما وأنه خلال سنة 2008 أصبح الموقع الأول عربيًا من حيث المواقع الاجتماعية المهتمة بالتعارف وتكوين الصداقات. يذكر أن الطالب الأمريكي مارك جوكربيرج هو مؤسس موقع "الفيس بوك" على الانترنت سنة 2004 قبل أن يتطور عدد مشتركيه ليبلغ حاليًا قرابة 200 مليون مشترك في العالم. وهو متاح بأربعين لغة مختلفة ويجري العمل لإطلاقه بأكثر من 60 لغة مختلفة أخرى.