كل الجماهير التي واكبت بملعب رادس لقاء السبت بين منتخبنا الوطني ونظيره الموزمبيقي طالبت بصوت واحد بإقحام أسامة الدراجي... وحتي ملايين النظارة الذين تابعوا اللقاء أمام شاشة التلفزة ظلوا ينتظرون بلهفة انضمام الدراجي إلى التشكيلة... الجميع اتفقوا على ضرورة التعويل على أسامة الدراجي لمعالجة معضلة العقم الهجومي، وإكساب الخط الأمامي النجاعة المأمولة، ما عدا شخص واحد رأى العكس، وهو طبعا المدرب كويلهو الذي أصرّ على ترك الدراجي على مقعد الاحتياطيين، ولم يقحمه إلا في الدقيقة 78 بموجب تغيير اضطراري فرضته إصابة لسعد النويوي. ورأيتم كيف أن الدراجي الذي لعب 12 دقيقة فقط، كان عند حسن ظن الجماهير التي طالبت بإقحامه معتبرة إياه الورقة الرابحة، إذا عاد له الفضل في تبديد المخاوف وتحقيق الهدف الحاسم، بعد أن أوشك المنتخب الموزمبيقي على تعديل النتيجة في محاولات هجومية جريئة ومتلاحقة!. وهنا تطفو على السطح فرضيتان: فإمّا أن يكون المدرب كويلهو تعمّد عدم التعويل على الدراجي لإخفاء أوراقه، حتى يفاجئ المنتخب النيجيري يوم 20 جوان الجاري باختيارات أخرى من حيث الرسوم التكتيكية والتشكيلة الأساسية. وإذا كان الأمر كذلك، فإننا لا نتردد في القول أن كويلهو قد ارتكب خطأ جسيما، لأنه وضع اللقاء القادم ضد نيجيريا في طليعة اهتماماته، قبل أن يضمن الفوز على الموزمبيق، وكأنّنا به كان يعتبر لقاء السبت الماضي شكليّا والمنافس لقمة سائغة، في حين أننا تفادينا التعادل بأعجوبة ولم ينقذنا من العثرة سوى الدراجي. بعبارة أوضح فإن المدرب كويلهو يكون في هذه الحالة قد باع يوم السبت جلد الدبّ قبل قتله، وهو عين الخطإ. أما إذا كان عدم إقحام الدراجي إلا بموجب تغيير اضطراري، نابعا من اقتناع كويلهو بعدم جدارته بالتواجد في التشكيلة الأساسية، فتلك مسألة أخرى، وهي في رأينا أكثر خطورة من الفرضية الأولى باعتبارها تدفعنا إلى التساؤل عن مدى إلمام كويلهو بحقيقة مؤهلات اللاعبين واستعدادهم الراهن!