غياب العرض الفرجوي هو الذي لا يشجع على الإقبال الجماهيري حتى ولو تعلق الأمر بالمنتخب الوطني ففي ظل ما قدمه لاعبونا في لقاء السبت الماضي أمام الموزمبيق لا يمكن له أن يعيد الجماهير إلى المدارج بالكثافة المعهودة بأي حال من الأحوال. فالقناعات بالقدرة على تقديم ما هو أفضل لا جدال فيها لكن مشكل الاختيارات للإطار الفني يبقى دوما قائما ويحول دون الإقبال بأعداد كبيرة. فالقطيعة بين الجمهور ومقابلات المنتخب الوطني لم تحصل إلا في الفترة الثانية للمدرب لومار عندما بالغ في تعنته مما حدى بالجمهور الرياضي الذي كان يملأ مدارج ملعب المنزه وحتى المساحات المحيطة به يهجرها ووجد في ألوان أنديته خير معوض لذلك فكان أن سجلت مقابلات الأندية اقبالا منقطع النظير لتعطش هذه الجماهير إلى ما يشفي غليلها والنداءات الملحة التي تنبعث من كل صوب لتجديد العهد مع الحضور الجماهيري لمقابلات المنتخب الوطني لا يمكن لها بالمرة أن تثمر. فالجمهور الرياضي لم يجد يوم السبت الماضي ما كان يشده إلى المنتخب الوطني ولم يجد حتى بوادر لذلك حيث فاجأنا كويلهو باختيارات أعادت إلى الأذهان تلك الطرق العقيمة في اللعب وفي الاختيارات للمدرب لومار ونأمل أن لا يكون كويلهو متعنتا مثل لومار ويقبل الأراء والمقترحات ويعالج ما يمكن معالجته حتى يجد الجمهور الرياضي ما شده في أنديته وما حرّك فيه حماسه وقوة تشجيعاته وحضوره المكثف الذي ضرب به كل الأرقام القياسية. فآثار الحواجز الذي أقامها لومار أمام الجمهور مازالت قائمة وعلى كويلهو وأبنائه أن يقدموا ما يؤكد بأن تلك الفترة ولت وانقضت. فالجمهور الرياضي تحركه تلك الشعلة الوهاجة فوق الميدان من عطاء غزير واندفاع بدني هائل وسرعة فوق الميدان وحركية مستمرة وضغط متواصل فكرة القدم فرجة أول لا تكون والانتصار بدون فرجة لا يعد كسبا لأن الكسب المنطقي ما يبذل من جهد وطاقات فوق الميدان تحرك الجماهير وتجعلها تجنح في سماء الامتاع. والأكيد أن موعد 20 جوان سيكون مغايرا تماما وأن الاقبال الجماهيري سيكون بكثافة لدعم المنتخب الوطني أمام واحد من عمالقة الكرة الافريقية وهو المنتخب النيجيري الذي يضمن الفرجة ويؤكد المقولة هاتو فرجة... أقدم لكم جمهورا.