سبق أن ترشّح منتخبنا الوطني إلى مونديال ألمانيا 2006 يوم 8 أكتوبر 2005 بعد تعادل دراماتيكي في اللحظات الأخيرة ضد المنتخب المغربي 2 مقابل 2 بملعب رادس أما منتخبنا اليوم فهو في طريقه إلى ترشح آخر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 عندما يلاقي المنتخب الموزمبيقي يوم 14 نوفمبر القادم... لكن السؤال الذي شغل الشارع الرياضي منذ رحيل الفرنسي روجي لومار وتولي البرتغالي كويلهو قيادة النسور ما الذي تغيّر في المنتخب الوطني؟ وهل تغيّر طابع وأداء المنتخب فعلا؟ للإجابة عن هذا السؤال عدنا إلى مخبر الأرقام قبل أن نقحم رأيا فنيا للمدرب الحالي للنادي الرياضي البنزرتي العربي الزواوي. ضعف هجومي لم يسجل المنتخب الوطني خلال خمس مقابلات سوى 7 أهداف في حين أنه تمكن بقيادة لومار من تسجيل 15 هدفا في خمس مقابلات سجل منها المهاجمون 9 أهداف. المنتخب لا ينهزم مع كويلهو لم ينهزم المنتخب الوطني إلى حدود الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 في حين أنه انقاد إلى هزيمة واحدة بقيادة لومار في تصفيات 2006 ضد المنتخب الغيني بهدفين لهدف واحد. لا يقبل الأهداف في رادس ما يحسب لأبناء كويلهو أن شباكهم لم تتلق أي هدف داخل الديار في حين أن منتخبنا قبل 3 أهداف في تصفيات 2006 بقيادة لومار في رادس (ضد بوتسوانا والمغرب). صلابة دفاعية تميّز دفاع المنتخب مع كويلهو بصلابة واضحة حيث لم تتلق شباك المنتخب سوى 3 أهداف إلى حدود الجولة الخامسة في الوقت الذي ولجت فيه 6 أهداف شباك المنتخب بقيادة لومار في الخمس الجولات الأولى خلال تصنيفات 2006. المهاجمون لا يسجلون الملاحظة البارزة خلال تصفيات مونديال 2010 أن مهاجمي المنتخب عاجزون عن التسجيل باستثناء عصام جمعة صاحب هدفين ضد المنتخب الكيني أحدهما في لقاء الذهاب بنيروبي والثاني في لقاء الإياب برادس أما خلال تصفيات 2006 فقد تعاقد مهاجمو المنتخب مع الشباك في 13 مناسبة ويتقدمهم سانطوس ب6 أهداف وقمامدية ب3 أهداف ثم جمعة والزيتوني وناجح براهم والجزيري بهدف لكل منهم. غياب النتائج العريضة بالرغم من تحقيق المنتخب لثلاثة انتصارات ضد كينيا في مناسبتين وضد الموزمبيق في رادس إلا أن المنتخب عجز عن تحقيق ولو انتصار عريض حيث لم يتجاوز في انتصاراته حصيلة الهدفين أما خلال تصفيات 2006 بقيادة لومار فقد سجل المنتخب فوزين عريضين ضد المنتخبين البوتسواني والمالاوي ب4 أهداف لهدف واحد وب7 أهداف مقابل صفر على التوالي بملعب رادس. وهذا دليل فني يقول المدرب الخبير العربي الزواوي: «لنتفق أولا على النزعة الهجومية التي أضحى عليها منتخبنا بقيادة كويلهو بالمقارنة مع ما كان عليه الأمر بقيادة لومار الذي كان يعتمد على ثلاثة لاعبي ارتكاز (المناري والبوعزيزي وقيس الغضبان حسب تشكيلة المنتخب التي واجه بها المنتخب الكيني في تصفيات مونديال ألمانيا 2006 وذلك بملعب رادس يوم 17 أوت 2009) والاعتماد على لاعب يقوم بإمداد اللاعبين بالكرات (وهو عادل الشاذلي خلال تلك المقابلة) والتعويل على خدمات مهاجمين (الزيتوني وقمامدية خلال المقابلة نفسها) مع التأكيد على أن لومار يحبذ الانطلاق من المناطق الخلفية وبناء الهجوم من المنطقة الدفاعية والصعود بالكرة تدريجيا نحو الهجوم على عكس كويلهو الذي يتمتع بما يمكن أن نسميه «Un cran en avant» أي أنه ينطلق في بناء الهجومات من المناطق الأمامية انطلاقا من وسط الميدان ومنطقة المنافس ويلتجئ إلى الهجوم المعاكس السريع ويكتفي بالاعتماد على لاعبي ارتكاز (القربي والراقد) وأمامهما الدراجي «Un relieur» ولاعبين من الجهتين اليسرى واليمنى يساندان الهجوم (بن سعادة وتايدر) والاكتفاء بمهاجم واحد (عصام جمعة) وهو ما جعل الفريق الوطني يسجل أهدافا قليلة بالمقارنة مع المنتخب في نسخة لومار بحكم اعتماده على مهاجمين صريحين. مقابلة الأحد يضيف العربي الزواوي بالقول: «المنتخب سجل بصفة مبكرة هدف الانتصار وأظن أن السيطرة الميدانية العقيمة التي فرضها المنتخب الكيني على منتخبنا كانت طريقة متعمدة من قبل كويلهو وقد نجح إلى حد كبير في ذلك بحكم أن المنتخب الكيني امتلك الكرة ولكنه فشل في تهديد مرمى البلبولي ولكن منتخبنا لم ينجح في الاعتماد على الهجومات المعاكسة السريعة وتألق خلال هذه المقابلة ياسين الميكاري صاحب الانطلاقات السريعة وكذلك اللاعب فهيد بن خلف الله والمهم هو تحقيق النقاط الثلاث وحذار من منتخب الموزمبيق فهو منتخب سريع جدا وأقوى فنيا من المنتخب الكيني ولا بد من الاعتماد على التوجه نفسه الذي اعتمده خلال مقابلتنا ضد نيجيريا في أبوجا.