التّسيير في المجال الرياضي هو بالأساس عمل تطوّعي، وهو من حيث المبدإ تكليف وليس تشريفا. فرؤساء الأندية حين يتسلّمون المشعل لأداء رسالتهم الجسيمة، يفترض عليهم التّضحية بالغالي والنفيس... التّضحية بأموالهم وأوقاتهم وصحّتهم لإسعاد أنصار أنديتهم والإرتقاء إلى مستوى طموحاتهم وتطلّعاتهم. وبما أنّ أغلب أنديتنا في مختلف الأقسام والدّرجات تتخبّط في مصاعب مالية وتشكو قلّة المداخيل وغياب الدّعم الكافي من الأنصار، فتجدها تعاني من الأزمة تلو الأخرى أو كما نقول بلغتنا العامية «هز ساق تغرق لخرى». وفي أوقات الشدّة، فإنّ رئيس الجمعية يظل يصارع الأمواج العاتية بمفرده، بعد أن يكون قد أنفق من ماله الخاص ما لا طاقة له به، بل وكم من رئيس جمعية تورّط في إصدار صكوك بدون رصيد... إلى غير ذلك من المخاطر والمتاعب والمعاناة. أمّا الأنصار الذين لا يطالبون إلا بالنتائج دون تقديم ولو نزر قليل من الدّعم المادي مع استثناءات شاذّة ومعروفة، فإنّهم لا يتورّعون عن توجيه السّباب والشّتائم وبذيء الكلام إلى رؤساء الأندية حتى لأسباب تافهة في معظم الأحيان، ناسين أو - على الأصح - متناسين ما أقدم عليه هؤلاء من تضحيات جسام على حساب صحتهم وعائلاتهم. إنّه اللؤم بعينه، بل قل الجحود في أبشع مظاهره! أليس كذلك؟