بالأمس القريب، وحين بلغت جراية أقلية نادرة من مدربي أنديتنا الكبرى سقف ال10 الاف دينار، كدنا لانصدّق الحكاية واعتبرنا هذا المبلغ خياليا بالقياس مع الامكانيات المادية لانديتنا، خصوصا وان ما تجنيه من عائدات النقل التلفزي للمباريات لا يفي بالحاجة مقارنة بما تحصل عليه الاندية الاوروبية وغيرها من اموال طائلة من حقوق البث التلفزي فحسب، دون ان نتحدث عن الموارد المالية الاخرى مثل الاستشهار ومداخيل اشتراكات الانصار. أما الآن وقد اصبحت انديتنا لا تتردد في انتداب المدربين بجرايات تصل الى 20 الف دينار وحتى اكثر، فلا يجوز لنا السكوت عن هذا التوجّه الجديد والخطير، بل نرى لزاما علينا ان نطلق صيحة فزع مدوية مطالبين بشدة بايقاف هذا التيار الجارف. فماذا جنى النجم الساحلي على سبيل المثال لا الحصر في الموسم الماضي عندما انتدب المدرب الفرنسي غرنوت روهر بجراية مقدرة بحوالي 30 الف دينار شهريا؟!! ولماذا هذا التوجّه المبالغ فيه في التعاقد مع المدربين الاجانب بجرايات لا تقبل المقارنة مع ما يتقاضاه المدربون التونسيون.. ولا فائدة في التذكير هنا بمرتّب مدرب نادي حمام الانف فتحي العبيدي الذي كانت جرايته في بداية الامر 500 دينار، ثم وصلت في مرحلة ثانية الى 1600 دينار لا غير؟!! ان هذا الذي يحدث في انديتنا مع المدربين الاجانب يتجاوز حدود امكانياتها بكثير وكثير.. وفي كلمة واحدة: «وين ماشين»؟!! أليس كذلك؟