القرار الجرىء الذي اعلن عنه رئيس الدولة بمناسبة الذكرى الخمسين لإعلان الجمهورية والقاضي بتحويل قناة 21 الى قناة فضائية عوضا عن قناة أرضية جاء ليعطي دفعا كبيرا للمشهد الإعلامي التلفزي في تونس ومستجيبا لتطلعات الكثير من المشاهدين وحتى رجال الأعلام أنفسهم فقناة 21 رغم الإشعاع الكبير الذي كانت تحظى به في السابق أي في بداياتها تقلّص ظلّها في المشهد التلفزي التونسي لعدة عوامل نذكر منها ضعف إمكانياتها المادية مقارنة بالقناة الأم وعدم قدرتها على المنافسة اذ ان اغلبية الوجوه التنشيطية والتي برزت مع قناة 21 قد حولت وجهتها الى قناة تونس 7 وكذلك الشأن بالنسبة لعديد التقنيين والمخرجين ولعل هذه العوامل وغيرها جعلت أغلب الممثلين يخيّرون الإتجاه الى قناة تونس 7 الفضائية وربما حتى قناة حنبعل دون اغفال هجرة العديد من الاعلاميين والمهنيين الى القنوات الفضائية العربية. وهذا ما جعل هذه القناة تغيب تقريبا في طي النسيان حتى جاء هذا القرار الرئاسي لينفض الغبار عن هذه القناة ويعيد اليها اعتبارها لتلتحق فضائيا بقناة تونس 7 وحنبعل ونسمة تي في وفي هذا تدعيم كبير للإعلام وأهتمام أكبر بصورة تونس على المستوى العربي والعالمي لذلك فالمؤمل بعد هذه الخطوة التي انتظرها الكثيرون ان تكون هذه القناة الفضائية الجديدة لبنة جديدة تضاف الى البناء التلفزي خاصة والإعلامي عموما وان تكون في مستوى الثقة التي وضعها فيها سيادة الرئيس وفي مستوى الأمال المعلقة عليها من حيث جودة إنتاجها وقدرته على المنافسة وسط هذا الكم الهائل من الفضائيات العربية والإجنبية التي تغزو بيوتنا كل يوم فالكرة هي اليوم بين أيدي مخططي استراتجية هذه القناة وبين يدي المبدعين على مختلف أطيافهم وألوانهم ومشاربهم وبين يدي المنشطين والمنتجين حتى يبدعوا بعدما إنزاحت الكثير من الحواجز الإدارية والمالية ولم يبق لهم إلا ان يشمروا عن ساعد الإبداع لما فيه خير هذه البلاد.