اذا كانت تصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 في منتصف الطريق وبالتالي فان حظوظ المنتخبات المؤهلة لم تتجل بعد بشكل نهائي فان شبكة راديو وتلفزيون العرب صاحبة حقوق البث شرعت في مطالبة القنوات التلفزية بضخ الاموال المطلوبة من الان حتى يتسنى لها بث المقابلات. والمبلغ المطلوب من تونس لا يقل عن 9 مليارات لا بد من تسديده في اجل أقصاه ستة أشهر وإلا فانه سيمر الى35 مليارا كما أن غرامة مالية تتهدد كل هيئة تلفزيونية اذا لم تسدد المبلغ المطلوب في الاجال المحددة من طرف شبكة راديو وتلفزيون العرب.. وتم تحديد الخطية بما لا يقل عن 30 بالمائة من السعر المتفق عليه وما يمكن التأكيد عليه أن المبالغ المطلوبة مجحفة جدا ونعتقد أنها ستضع أكثر من قناة تلفزية أمام نفق مسدود لان تلبية هذا الشرط المالي غير ممكن بالسهولة التي يتوقعها من وضعه .. فمثل هذه الاموال المطلوبة يمكن أن تضمن في تونس مثلا تجهيز جميع ملاعب البلاد بالعشب أو تجهيز جميع دور الشباب بمختلف المعتمديات التونسية شمالا وجنوبا وغربا وشرقا بجميع الوسائل الحديثة ومقابلات كاس العالم حتى إذا سددت تلفزتنا الوطنية المبلغ المطلوب منها فانه لن يكون أمامها حق اختيار المقابلات.. فالاختيار لشبكة راديو وتلفزيون العرب التي من حقها أن تختار وان تعرض الاسعار التي تريدها في ظل الاحتكار المفروض على مقابلات المونديال وغيرها من التظاهرات الرياضية الكبرى في العالم.. .لكن كل سعر يخضع إلى منطق السوق والقدرة الشرائية التي لم تضعها الجهة المالكة لحق البث في الاعتبار. علما وان المبلغ إلى حد الان الذي نجده في حدود 9 مليارات يمكن أن نوظفه مثلا لتطوير طاقة استيعاب ملعب سوسة أو تجديد ملعب القصرين برمته أو إحداث ملعب جديد بالمرسى. علما ان شبكة راديو وتلفزيون العرب قد جددت رغبتها في الحصول على حق بث مقابلات بطولة الرابطة المحترفة الاولى التونسية مع ضمان أولوية الاختيار وهو أمر صعب.. فالاولوية يجب ان تكون لقناتنا قبل غيرها فهي صاحبة الحق.. لكن تردد ان شبكة راديو وتلفزيون العرب ان تختار ما تريد ثم تبقى البقية للقناة التونسية.. والمنطق يفرض العكس.. فالقناة التونسية تختار ما تريد ثم يختار أي شريك لها في حق البث من البقية لان الامر يهم الجمهور التونسي الذي لا بد من منحه حق مشاهدة مقابلات بطولته بعيدا عن كل إشكال ''التشفير''.