تونس-الصباح مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في تونس على غرار الانتخابات التشريعية والرئاسية المقرر إجراؤها في أكتوبر القادم، والانتخابات البلدية التي يتوقع أن تجرى خلال شهر ماي من العام المقبل، خيرت معظم أحزاب المعارضة التونسية مضاعفة أنشطتها الحزبية خلال فترة الصيف، بل إن بعض الأحزاب لجأت إلى التقليص من مدة الإجازات الصيفية لكوادرها الحزبية في مسعى جدي للاستفادة القصوى من خبراتها والاستعداد جيدا للمحطات الانتخابية. وبسبب الضغوطات التي تفرضها المرحلة، تكثفت الورشات السياسية المفتوحة داخل الأحزاب على جميع الواجهات، فضلا عن تزايد نسق تحركات كوادر تلك الأحزاب أو مسؤوليها الأولين للإشراف على اجتماعات مع مناضلي الأحزاب ومنخرطيها بالجهات، وتعكف جل الأحزاب في الآونة الأخيرة على استكمال ضبط برامجها الانتخابية والعمل على الإعداد الجيد لقائماتها الانتخابية، حتى أن بعض الأمناء العامين للأحزاب ألغوا أو قلصوا من فترات العطل الصيفية أو من مدتها في محاولة ليكونوا قدوة لنخبهما الحزبية. ويبرز جليا ضغط عامل الوقت على نشاط أحزاب المعارضة في الوقت الراهن، بعد أن أعدت الأحزاب لنفسها برامج اجتماعات ولقاءات وندوات فكرية وسياسية متعددة، تمتد خلال شهري جويلية وأوت، ويشمل نشاط بعض الأحزاب المشاركة في ملتقيات سياسية دولية وإقليمية سواء بتونس أو بالخارج، الأمر الذي دفع بالقيادات الحزبية لأحزاب المعارضة إلى دعوة نخبها وكوادرها خاصة منهم الأعضاء في المكاتب السياسية إلى التقليص أكثر ما يمكن من الإجازات الصيفية إلا في حال الضرورة القصوى، والاقتصار على عطل نهاية الأسبوع.. وأكد عضو بالمكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين في هذا السياق أن الترخيص لكوادر الحزب للركون إلى الراحة مستبعد في الوقت الراهن، بل إن العمل جار على قدم وساق لوضع اللمسات الأخيرة للبرنامج الانتخابي للحزب، وإتمام برنامج إعادة هيكلة الفروع وتجديدها قبل المرور إلى عقد مؤتمرات الجامعات، بداية من اوت المقبل. وهو ما يستدعي استغلال الحيز الزمني المتوفر مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية. بدوره أشار السيد هشام الحاجي عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية، أن ركون كوادر الحزب إلى الراحة في المرحلة الحالية تقلص بشكل ملحوظ، وقد تم الاقتصار على عطلة نهاية الأسبوع لمن يرغب في ذلك، خصوصا وأن الفترة الصيفية ستشهد تكثفا لنشاط الحزب على عدة مستويات استعدادا للمحطات الانتخابية المقبلة. وأبرز أن الأمين العام للحزب هو أيضا لا يعرف الراحة على اعتبار أنه سيشرف على عدة ندوات فكرية وسياسية تمت برمجتها خلال الصيف، كما يتم مواصلة عقد سلسلة من الإجتماعات مع مناضلي الحزب في جميع الجهات، فضلا عن تأمين صدور صحيفة الحزب الأسبوعية.. خاصة وأن حزب الوحدة الشعبية رشح أمينه العام السيد محمد بوشيحة للانتخابات الرئاسية. ويستعد للمشاركة في جميع الدوائر الانتخابية خلال الانتخابات التشريعية. من جهته نفى السيد منذر ثابت أمين عام الحزب الاجتماعي التحرري وجود أي مجال للراحة خلال العطلة الصيفية. لافتا إلى أن الحزب إضافة إلى استعداده لخوض الانتخابات التشريعية تنتظره عدة أنشطة سياسية متنوعة خلال الفترة الحالية. وقال "إن وتيرة نشاط الحزب في تصاعد." واوضح أن التحرري بصدد وضع اللمسات الأخيرة لبرنامجه الانتخابي، ويسعى لتكثيف اجتماعات جهوية مع مناضلي الحزب بالجهات، ومواصلة تنظيم المنتديات، علاوة على استعداده للمشاركة في ملتقيات اقليمية على غرار مؤتمر الليبرالية العربية الذي سيعقد بتونس خلال شهر اوت المقبل. كما سيشارك وفد نسائي من التحرري في ملتقى دولي بالكوت ديفوار في جويلية المقبل، وسيشارك وفد شبابي أيضا في ملتقى ببيروت خلال نفس الشهر. نفس الشأن تقريبا في معظم الأحزاب الأخرى التي تحاول قدر الإمكان إقناع كوادرها بالتقليص أكثر ما يمكن من العطل، لإنجاح مشاركتها في المواعيد الانتخابية المقبلة.