تونس الصباح جمهور مهرجان قرطاج الدّولي سيكون هذه الصّائفة على موعد مع «دربي» فنّي حاسم سيجمع بين نجمتين تونسيّتين لكلّ واحدة منهما جمهورها الكبير... النّجمتان هما أمينة فاخت وصوفيّة صادق... أمينة فاخت ستغنّي في قرطاج بتاريخ يوم الأربعاء 15 جويلية... أمّا حفل صوفيّة صادق فسيكون بتاريخ يوم الخميس 30 جويلية... والواقع أنّ الغناء على ركح المسرح الأثريّ الرّومانيّ في إطار مهرجان قرطاج الدّولي بالذات ظلّ دائمًا يعدّ من طرف الفنّانين التونسيين والعرب بمثابة الموعد مع الحقيقة... إذ أنّه من خلال الغناء في قرطاج يتمّ التحقّق من مدى جماهيريّة هذا الفنّان وحجمه... فإذا أقبل الجمهور بكثافة ونجح الحفل، فإنّ هذا يعني أنّ جماهيريّة ذلك الفنّان أو تلك الفنّانة هي في أوجها، أمّا إذا تخلف الجمهور ولم يُقبل بكثافة فمعنى ذلك أنّ نجم صاحب أو صاحبة الحفل قد بدأ يأفل... لذلك تجد نجوم الفنّ والغناء سواء من التونسيين أو العرب يعدّلون ساعاتهم سنويًّا على مواعيد حفلاتهم الغنائيّة في مهرجان قرطاج الدّولي ويحرصون على نجاح حفلاتهم فيه أكثر من حرصهم على نجاحها في أيّ مهرجان أو إطار آخر... بين صوفيّة وأمينة وما من شكّ أنّ الناظر في مسيرة الفنّانتين صوفيّة صادق وأمينة فاخت تحديدًا بوصفهما نجمتين من نجوم الأغنية التونسيّة سيلاحظ أنهما كانتا دائمًا ومنذ انطلاقتهما الفنيّة في بداية ثمانينات القرن الماضي ضمن الفرقة الوطنيّة للموسيقى في منافسة إمّا مُعلنة أو خفيّة من أجل التربّع على عرش الأغنية النسائيّة في تونس... فهاتين النجمتين اللّتين تنتميان إلى جيل «جديد» من الفنّانات التونسيّات استطاع أن يخطف الأضواء من جيل سابق يضمّ أسماء كبيرة مثل نعمة وعليّة وسلاف... تبدوان اليوم وبعد الرّحيل المأساوي لثالثتهما الفنّانة ذكرى محمّد وانصراف الفنّانة لطيفة العرفاوي إلى البحث عن «نجوميّة عربيّة» خارج حدود الوطن... تبدوان (أمينة وصوفيّة) في منافسة ثنائيّة صِرفة لم تعد تخفى لا فقط على النقاد والمتابعين بل حتى على الجمهور الواسع... منافسة مدارها التربّع على أعلى سلّم النجوميّة الفنيّة في تونس. قرطاج... ساعة الحقيقة اللاّفت هنا والمثير أنّ دورة هذه الصائفة من مهرجان قرطاج الدّولي تبدو وكأنّها دورة الحسم فيما يخصّ هذا التنافس الفنّي المثير بين صوفيّة صادق وأمينة فاخت... وإذا ما كانت دورة الصّائفة الماضية من نفس المهرجان قد تكفّلت بعمليّة «إبعاد» الفنّانة لطيفة العرفاوي من سباق هذا التنافس نظرًا لما شاب حفلها في تلك الدّورة من «أقاويل» حول طبيعة نجاحه الجماهيري، فإنّ دورة هذه الصّائفة من مهرجان قرطاج الدّولي تبدو وكأنّها تضرب لجمهور المهرجان موعدًا مع «دربي» فنّي مثير وحماسي بين الفنّانتين صوفيّة صادق وأمينة فاخت... فالاثنتان ستغنّيان هذه الصّائفة في قرطاج، والاثنتان مدعوّتان إلى تأكيد نجوميّتهما المطلقة... فلمن ستؤول «الكلمة» في هذا «الدربي» الفنّي ؟... وأيّ الحفلين سيكون الأنجح جماهيريًّا وفنيًّا ؟ حفل أمينة فاخت بتاريخ 15 جويلية أم حفل صوفيّة صادق بتاريخ 30 جويلية ؟ الطّريف هنا أنّنا حاولنا رصد إجابة أوّلية عن هذا السؤال لدى بعض الأساتذة الموسيقيين، فوجدنا أنّهم يفضّلون ترك «الكلمة» للجمهور في هذه المسألة على اعتبار أنّ كلاّ من أمينة فاخت وصوفيّة صادق من أجمل الأصوات النسائيّة وأقواها على السّاحة الفنيّة راهنًا أحد الأساتذة الموسيقييين الكبار من المشهود لهم بالمعرفة والخبرة والنّزاهة قال لنا بالحرف الواحد : «هما بنتيّ ولا يمكنني أن أحسم في مسألة كهذه...» طبعًا، الذي سيحسم عمليًّا في طبيعة نتيجة هذا «الدربي» المنتظر بين المطربتين، هو الجمهور وذلك من خلال درجة إقباله على حفل أمينة في قرطاج من جهة وحفل صوفيّة من جهة أخرى ومهما ستكون النتيجة، فإنّ الثنائي صوفيّة صادق وأمينة فاخت ستظلاّن من أجمل الأصوات النسائيّة وأقواها في تاريخ الأغنية في تونس.