إحالة المتهمين بحالة إيقاف على النيابة العمومية تنظر الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس في مستهل السنة القضائية الجديدة في قضية جريمة القتل العمد مع سابقية القصد والمشاركة في ذلك تورط فيها خمسة متهمين اثر تعمدهم ازهاق روح موظّف متقاعد وابنه من اجل الحصول على منابهم في كنز قدرت قيمته ب 180 الف دينار.. تفاصيل هذه الجريمة تفيد ان المتهم الرئيسي وهو اصيل منطقة بئر علي بن خليفة قد تولى خلال اوائل شهر جويلية من سنة 2006 رفقة الهالكين استخراج كنز يتمثل في جرة من الفخار مملوءة بقطع نقدية اثرية وضعها الهالك في سيارته بعد ان وعده بتمكينه من منابه اثر التفريط فيها بالبيع.. خلال يومين او ثلاثة على اقصى تقدير ولكن اثر انتهاء المدة المتفق عليها اتصل المظنون فيه بالهالك مذكرا اياه بوعده الذي قطعه على نفسه.. فما كان من الهالك الا ان ابلغه بان الكنز غير صالح للبيع عندها طلب منه المتهم تمكينه من بعض القطع النقدية الاثرية وتقاسمها لكنه رفض مغلقا في وجهه خط الهاتف تاركا الجاني في حيرة من امره فخامرته فكرة استدراجه الى مكان ثم تهديده لتمكينه من نصيبه.. ومن اجل تنفيذ مخططه اتصل الجاني بضحيته القاطن بسيدي بوزيد معلما اياه انه عثر على كنز اخر بمنطقة بئر علي طالبا منه الحضور على عين المكان قبل الشروع في عملية الحفر والتنقيب باعتبار ان المتهم يمتهن «التعزيم والشعوذة» في حين يقتصر دور الضحية على عملية ترويج وبيع الاثار والكنوز.. وفعلا وحسب الموعد المتفق عليه قدم الضحية رفقة ابنه لمعاينة المكان قبل ان يتواعدا على الالتقاء ثانية خلال الليلة الفاصلة بين يومي 6 و7 اوت مع منتصف الليل من اجل القيام بعملية الحفر.. وفي ذات المساء اتصل الجاني باحد اصدقائه واعلمه انه تعرض الى عملية تحيل وينوي تصفية حسابه معه طالبا منه مساعدته في العثور على سلاح ناري لاستعماله في تهديد الضحية حتى يجبره على على تمكينه من منابه في الكنز واعدا اياه بتسليمه نصف المبلغ.. فاستحسن الصديق الفكرة ليسارع بالاتصال باحد اصدقائه الذي يعمل موظّفا طالبا منه مساعدته في المهمة الصعبة على ان يمكنه من نصيبه في الصفقة فتولى هذا الاخير الاتصال باحد اقاربه بمنطقة «جلمة» التابعة لولاية سيدي بوزيد والذي مكنه من بندقية وسبعة خراطيش سلمها للمتهم الرئيسي الذي وبحلوله صحبة شركائه بمسرح الجريمة طلب منهم العودة الى مدينة صفاقس وتركه وحده في تلك الغابة لتدبر امره بنفسه.. ولئن لبّ صديقاه طلبه فان صاحب البندقية اصر على المكوث معه فتوارى خلف شجرة على بعد حوالي مائة متر من المكان الذي التقى فيه الجاني بضحيته على متن سيارة وعند حدود الساعة منتصف الليل حل الضحية وابنه بمسرح الجريمة وترجلا من الشاحنة وجلسا على الارض قبالة الجاني الذي وقبل ان ينطلق في عملية الحفر فاتح الضحية الاول في امر منابه قائلا له حرفيا: «يا فلان ماش تعطيني باي من الكنز الاول والا لا.. » فرد عليه قائلا: «الموضوع هاذاكا انساها راه الكنز طلع ميصلحش» لحظتها سارع الجاني بمسك البندقية التي كان قد اخفاها قربه خلف شجرة وصوبها نحو ضحيتيه اللذين حاولا صده عن صنيعه لكن المتهم الرئيسي اطلق النار نحوهما ليصيب الاب في رجله والابن على مستوى ابطه ثم قام بالاعتداء عليهما بواسطة البندقية التي تهشمت الى اجزاء قبل ان يمتطي شاحنة الضحية حاملا معه البندقية المهشمة وبعد ان سار بضع امتار ترك الشاحنة على يمين المعبد وفر هاربا عبر غابة زيتون فاتصل به في الاثناء احد شركائه لاستفساره عن سبب الطلق الناري فاعلمه الجاني بانه اختلف مع الشخصين اللذين شاركاه في استخراج الكنز دون ان يطلعه على حقيقة ما جرى.. حينها طلب منه صاحب البندقية تمكينه من سلاحه فما كان من الجاني الا ان ضرب معه موعدا للالتقاء خلف نزل معروف ببئر علي بن خليفة بعد ساعة من الزمن.. وفي الموعد المحدد حضر الشركاء في حين غاب الجاني الذي اقترف جريمته المزودجة وتوارى عن الانظار والذي بالاتصال به هاتفيا اعلمهم انه وضعها امام الحجرة الكيلومترية عدد 10 تحت شجرة زيتون.. فسارع المتهمون بالتوجه الى مكان البندقية التي عثروا عليها مهشمة الى اجزاء فحاولوا اصلاحها في الاثناء داهم اعوان الحرس الوطني بالمحرص.. اللذين تمكنوا من القاء القبض عليهم الواحد تلو الآخر واقتادوهم الى مقر الفرقة لاخضاعهم للتحقيقات.. المتهم الرئيسي وبالتحري معه اعترف بما نسب اليه مؤكدا ان نية القتل لم تتوفر وانما كان يروم من خلال حمله لذلك السلاح الناري تخويف المتحيلين واجبارهما على تمكينه من نصيبه من الكنز في حين انكر بقية المتهمين علاقتهم بجريمة القتل مؤكدين للاعوان انهم لم يكونوا ساعة حصول الجريمة بمكان الواقعة.. وانهم مجرد مساعدين للمتهم الرئيسي الذي خدعهم ونكث وعده واطلق عيارين ناريين دون ان يفصح لهم عن حقيقة نواياه الاجرامية وباستكمال الابحاث تمت احالة المتهمين بحالة ايقاف على النيابة العمومية التي ستقول في شأنهم كلمتها الفصل.