صفاقس - الاسبوعي: نظرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بصفاقس مؤخرا في جريمة القتل العمد مع سابقية القصد والمشاركة في ذلك تورط فيها خمسة متهمين إثر تعمدهم ازهاق روح موظف متقاعد وابنه والمشاركة في ذلك وقضت بإعدام المتهم الرئيسي شنقا وسجن البقية لمدة خمسة أعوام. عصابة كنوز وقائع هذه القضية تفيد أن المتهم الرئيسي تولى استخراج كنز خلال شهر جويلية 2006 بمعية الهالكين والمتمثل في جرة من الفخار مملؤة بقطع نقدية أثرية وضعها الهالك داخل سيارته بعد أن وعده المتهم الرئيسي بتمكينه من منابه إثر التفريط فيها بالبيع في غضون ثلاثة أيام تقريبا... وبانقضاء المدة اتصل الجاني بالهالك للغرض فما راعه إلا والمجني عليه يخبره بفساد هذا الكنز الذي تبين أنه غير صالح للبيع عندها طلب منه المتهم أن يسلمه بعض القطع النقدية الاثرية وتقاسمها لكنه رفض طلبه مغلقا في وجهه خط الهاتف تاركا إياه في حيرة من أمره فخامرته فكرة استدراجه إلى مكان ثم تهديده لتمكينه من نصيبه... وبعد مدة اتصل به بمسقط رأسه بسيدي بوزيد ليعلمه بأنه عثر على كنز آخر بمنطقة بئر علي طالبا منه الحضور على عين المكان قبل الشروع في عملية الحفر والتنقيب باعتبار أن المتهم يمتهن «التعزيم والشعوذة» في حين يقتصر دور الضحية على عملية ترويج وبيع الاثار والكنوز... وحسب الموعد المتفق عليه قدم الضحية رفقة ابنه لمعاينة المكان قبل أن يتواعد على الالتقاء مجددا خلال الليلة الفاصلة بين 6 ور7 أوت من أجل القيام بعملية الحفر... وفي ذات المساء اتصل الجاني بأحد اصدقائه وأعلمه أنه تعرض إلى عملية تحيل من المجني عليه وينوي تصفية حسابه معه طالبا منه مساعدته على العثور على سلاح ناري لاستعماله في تهديد الضحية حتى يجبره على تمكينه من نصيبه في الصفقة فتولى هذا الاخير الاتصال بأحد أقاربه بمنطقة «جلمة» التابعة لولاية سيدي بوزيد والذي مكنه من بندقية وسبعة خراطيش سلمها للمتهم الرئيسي الذي وبحلوله صحبة شركائه بمسرح الجريمة طلب منهم العودة إلى مدينة صفاقس وتركه وحده في تلك الغابة ليتدبر أمره بنفسه... قتل مزدوج ولئن لبى صديقاه طلبه فإن صاحب البندقية أصر على المكوث معه فتوارى خلف شجرة على بعد حوالي مائة متر من المكان الذي التقى فيه الجاني بضحيته على متن سيارة وعند حدود الساعة منتصف الليل حل الضحية وابنه بمسرح الجريمة وترجلا من الشاحنة وجلسا على الارض قبالة الجاني الذي وقبل أن ينطلق في عملية الحفر فاتح الضحية الاول في أمر منابه فأجابه بالنفي لحظتها سارع الجاني بمسك البندقية التي كان قد أخفاها قربه خلف شجرة وصوبها نحو الاب وابنه اللذين حاولا صده لكن المتهم الرئيسي اطلق النار نحوهما ليصيب الاب في رجله والابن في ابطه ثم قام بالاعتداء عليهما بواسطة البندقية فماتا قبل أن يستقل شاحنة الضحية جاملا معه البندقية المهشمة وبعد أن سار بضع أمتار ترك الشاحنة على يمين الطريق وفر هاربا. الإعدام للقاتل المتهم الرئيسي وباستنطاقه اعترف بما نسب إليه مؤكدا أن نية القتل لم تتوفر وإنما كان يروم من خلال حمله لذلك السلاح الناري تخويف المتحيلين واجبارهما على تمكينه من نصيبه من الكنز في حين أنكر بقية المتهمين علاقتهم بجريمة القتل مؤكدين أنهم لم يكونوا ساعة حصول الجريمة بمكان الواقعة... وأنهم مجرد مساعدين للمتهم الرئيسي الذي خدعهم ونكث وعده فاطلق عيارين ناريين دون أن يفصح لهم عن حقيقة نواياه الاجرامية... هيئة المحكمة وبعد جلسة المفاوضة قضت على المتهم الرئيسي الذي قضي في شأنه في الطور الابتدائي بمدى الحياة بالاعدام شنقا والحط بالعقاب من عشر سنوات إلى خمس سنوات بالنسبة لبقية المتهمين. للتعليق على هذا الموضوع: