تونس - الصّباح: مثلت أمس أمام أنظار هيئة الدائرة الجنائية 11 بمحكمة الاستئناف بتونس متهمة في العقد الثالث من عمرها لمحاكمتها في جناية القتل العمد مع الإضمار وهي محكومة بالسجن مدى الحياة في الطور الابتدائي ولكنها استأنفت الحكم. وبالعودة إلى وقائع القضية فإن فتاة تدعى «ن» قدمت من جهة سليانة واستقرت بأحواز أريانة حيث تسوغت منزلا مع شقيقيها وتمكنت من الإلتحاق للعمل بمصنع بجهة الشرقية وكانت على علاقة عاطفية بشاب تقدم لخطبتها وخططا للزواج إلا أن الخلافات بينهما كانت كثيرة وكانت «ن» في كل مرة تتشاجر مع خطيبها فتروي أسرارها لصديقتها الوحيدة «س» وبدورها كانت «س» تصلح ذات البين بين الخطيبين، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فخطيب «ن» قرر الانفصال عنها وذلك ما حزّ في نفسها لأنها لم تجد مبررا لأفعاله، وما زاد الأمر سوءا بالنسبة إليها أن خطيبها السابق ارتبط بالزواج بصديقتها «س» بعد انفصاله عنها مباشرة وذلك مما صدمها. الإنتقام بعد هذه الحادثة واصلت «ن» حياتها وعملها ولكن جرحها لم يندمل خاصة وأنها كانت مجبرة على رؤية خطيبها السابق كل يوم بحكم عملها في نفس المصنع... وبعد مرور أكثر من سنة أنجبت «س» مولودة، إلا أن «ن» لم تنس ما حدث معها ولذلك قررت العودة إلى خطيبها السابق حيث أصبحت تتودد إليه وتتقرب منه إلى أن أقنعته بأنها نسيت ما حدث، ولذلك دعاها هو وزوجته «س» إلى منزلهما فلبت الدعوة فأكرما وفادتها، وقبل أن تغادر منزلهما طلبت من «س» زيارتها ليعيدا أيام صداقتهما. الجريمة بعد الزيارة التي قامت بها «ن» إلى منزل «س» بيومين اتصلت بهذه الأخيرة وطلبت منها القدوم إلى منزلها فلم تتردد وذهبت إليها. وبعد دخولها المنزل أغلقت «ن» الباب وجلست «س» على أريكة ولكن ملامح وجه مضيفتها تغيرت فجأة وسألتها عن سبب اختطاف خطيبها منها وعدم مراعاة مشاعرها وعدم احترام ما كان بينهما من صداقة وعندها حاولت «س» اقناعها بنسيان ما حدث إلا أن «ن» توجهت إلى المطبخ وجلبت يد «مهراس» وضعتها وراء ظهرها ثم عادت إلى حيث توجد «س» ومباشرة أصابتها على رأسها فسقطت أرضا والدماء تنزف منها ولم تكتف بذلك بل جلبت سلكا كهربائي وخنقتها به حتى فارقت الحياة وبعد ذلك أغلقت الباب وتركتها وذهبت إلى عملها ولكن مديرها لاحظ عليها علامات الاضطراب فسألها عن سبب تأخيرها... فارتبكت في البداية وحاولت اقناعه بأن المواصلات هي السبب إلا أنه حاصرها ببعض الأسئلة فانهارت وسردت على مسامعه تفاصيل ما حدث فما كان منه إلا أن اتصل برجال الأمن وأعلمهم بما حدث، ومن ثمة ألقي القبض على «ن» فاعترفت خلال الأبحاث الأمنية وكذلك أمام قاضي التحقيق والمحكمة الابتدائية بتونس بقتلها للهالكة «س». وفي جلسة أمس أمام محكمة الاستئناف بتونس أحضرت بحالة إيقاف وجاءت نتيجة الاختبار الطبي الذي أجري عليها وتبين أنها تتحمل المسؤولية الجزائية، فيما طلب محامو الدفاع تأجيل النظر في القضية، ولذلك حددت هيئة الدائرة الجنائية11 جلسة المحاكمة خلال شهر أكتوبر القادم.