تونس الصباح: تتواصل انجازات البنية التحتية في تونس تزامنا مع التطور العمراني واختناق حركة المرور. ومن أبرز العناصر التي تدخل في استراتيجية الدولة لبناء مدينة الالفية الثالثة، فضاء بحيرة تونس الشمالية، الذي يعتبر اليوم رافدا يساهم في النهضة العمرانية بالبلاد بحكم تناغم وتناسق وانسجام مكوناته العمرانية والمعمارية بالاضافة إلى بنيته الاساسية باختلاف أنواعها وبعده البيئي الذي يضطلع بدور هام في المدينةالجديدة. وفي نطاق معاضدة مجهود الدولة في تطوير البنية الاساسية بالعاصمة وخاصّة منها الهيكلة الطرقية، وبهدف الحد من الضغط المروري المسلط على الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين تونسوالمرسى، برمجت شركة البحيرة للتطهير والاستصلاح والاستثمار إنجاز طريق رئيسية بطول 4 كلم وبعرض 50 مترا ذات اتجاهين منفصلين بمتوسط طريق عرضه 15 مترا قابل لاحداث معبر خاص للنقل العمومي. وتتكوّن هذه الطريق من 3 مسالك في كل اتجاه ومن 3 منشآت عبور على قنال التطهير بطول مائتي متر للمنشأة الاولى والثانية في حين يصل طول المعبر الثالث الذي يربط مشروع البحيرة بمحوّل العربية السعودية إلى 35 مترا، كما يتضمن المشروع تصريف مياه الامطار والتنوير العمومي والتهيئة النباتية. وتتواصل مدّة إنجاز هذا المشروع الطرقي الهام الذي انطلقت أشغاله منذ أسبوع، على 18 شهرا، وتقدّر كلفته الجملية ب18.2 مليون دينار علما بأنه يمثل العمود الفقري لتقسيم المنطقة الغربية والجنوبية الغربية للبحيرة الشمالية، الذي يمسح حوالي 200 هكتار. ومن أبرز أهداف هذا المشروع، تسهيل حركة المرور بين مناطق البحيرة ووسط العاصمة وذلك عبر طريق موازية لجزء من الطريق الوطنية رقم9(طريق المرسى) ولجزء من الطريق الوطنية رقم8(طريق بنزرت) وربط مناطق البحيرة بالطرقات والمنشآت المهيكلة المجاورة لها إلى جانب تأهيل المنطقتين الغربية والجنوبية الغربية للبحيرة بما يجعل منهما امتدادا لوسط العاصمة. وفي إطار تثمين هذه الطريق المبرمجة كجزء أولي من أشغال التهيئة، فقد وقع طلب عروض يتعلق بإعداد الدراسات الاستراتيجية والعمرانية والفنية للتصرّف في المخزون العقاري الذي يقدّر بحوالي 200 هكتار والمحاذي لوسط العاصمة ومحيطه المائي(2400 هك) على أن تنتهي هذه الدراسات في غضون سنة 2010. ومع إدماج المسطح المائي ضمن المخزون العقاري (Master Plan) يمكن تحقيق جملة من الاهداف الكفيلة بمزيد تثمين هذا الفضاء العمراني المتناسق والجميل في السنوات القادمة من خلال الاستغلال الامثل للبحيرة وتنشيطها وتفادي الاستغلال العشوائي للمسطح المائي وإقامة أنشطة مختلفة تجارية وترفيهية ورياضية. وجدير بالاشارة الى أن شركة البحيرة الشمالية استكملت في موفّى جوان الماضي أشغال إعادة تهيئة الطرقات الرئيسية الداخلية للتقسيم الشمالي للبحيرة وذلك بوضع طبقة من الاسفلت (Enrobé) وتزامنت هذه الاشغال مع تدخلات عديدة لتعهّد المسالك ومجاري تصريف المياه ومسح المساحات غير المبنيّة وكذلك الاراضي المتاخمة للطريق الوطنية رقم9 وذلك في إطار تأهيل وتحسين المحيط المجاور لمنطقة البحيرة الشمالية.