تونس الصباح شهدت الحدود التونسية-الجزائرية بداية من يوم الثلاثاء 14جويلية الجاري عبور الحافلات السياحية من الجزائر نحو تونس بعد أن كانت هذه الحافلات ممنوعة من العبور وتجبر على انزال ركابها على الحدود ليستقلوا حافلات تونسية يواصلون على متنها رحلتهم. ومنذ بداية الاسبوع أصبح بإمكان الحافلات السياحية الجزائرية عبورالحدود التونسية بعد أن تم التراجع في القرار الذي اتخذته الحكومة الجزائرية منذ ما يزيد عن الاربعة اشهروالقاضي بمنع مرور الحافلات الجزائرية بمختلف أنواعها الحدود الجزائرية-التونسية. وأوردت صحيفة "الخبر" اليومية الجزائرية الصادرة يوم الاربعاء نقلا عن نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية بالجزائر، قوله "إن عراقيل واجهت جميع وكالات الاسفار مع شرطة الحدود والقمارق الجزائرية، بسبب عدم السماح منذ بداية موسم الاصطياف لحافلات نقل السياح من دخول التراب التونسي لاسباب غير معروفة" وهو اجراء كبد وكالات الاسفار الجزائرية خسائر كبيرة وحدّ من نشاطها على المستوى السياحي مع تونس خاصة أن جل المسافرين يشعرون بقلق كبير عند تغيير وسيلة النقل بين الحدود.كما أن وكالات السياحة الجزائرية تكبدت كذلك خسائر كراء حافلات تونسية وايضا العودة من الحدود الى العاصمة فارغة. وتضيف الصحيفة الجزائرية أن السياح الجزائريين وعددهم بالآلاف من الذين قاموا بحجز رحلاتهم إلى تونس بواسطة الحافلات لقضاء سفريات سياحية منظّمة قد شكلّوا ورقة ضغط على السلطات الجزائرية، وبالتالي كان من الضروري إلغاء قرار المنع. ونقلت "الخبر" عن مصادر من شرطة الحدود الجزائرية أنه لا يوجد أي قانون يمنع حافلات تابعة لوكالات السياحة من دخول التراب التونسي،واجراءات العبور تقتضي فقط تقديم البطاقة الرمادية التابعة للحافلة باسم وكالة الاسفاروقائمة مرفقة بأسماء المسافرين وتأمينهم. ومن شأن الرجوع في القرار الذي اتخذته السلطات الجزائرية منذ أربعة أشهر أن يزيد في انتعاشة سوق السياحة الجزائرية في تونس ويخفف الاعباء والمشاق على السياح الجزائريين الذين يأتون بلادنا في رحلات منظّمة عن طريق البرّ. لكن هذا العنصر الايجابي جدا يقابله عنصر سلبي وهو تضرر وكالات السياحة التونسية التي وجدت في الحدود الجزائرية سوقا عوضّتهم قليلا عن الخسائر التي يتكبدونها جراء الازمة المالية وبقية الازمات الطارئة مثل أنفلونزا الخنازير التي قلصت من التنقلات الدولية في مختلف أقطار العالم. يذكر أنّ السوق الجزائرية إحتلت خلال السنة الماضية المرتبة الثالثة في ترتيب السياح الوافدين على تونس ب981 ألف جزائري بزيادة قدرت ب 3 بالمائة عن السنة التي سبقتها. وبفضل القرب الجغرافي وتشابه البلدين والشعبين في أغلب الخاصيات الاجتماعية فان السوق التونسية باتت السوق المفضلة للجزائريين. فالقدوم من شرق الجزائر إلى العاصمة التونسية يتطلب قطع 250 كلم فقط وهو بالتالي أقرب من الذهاب الى العاصمة الجزائرية التي تفصلها عن مدن شرق الجزائر 600كلم. وهذا العامل الجغرافي إضافة إلى الطبيعة التونسية الامنة تشجع الاشقاء الجزائريين على قضاء عطلهم في تونس. وبالاضافة إلى وجود رحلتين جويتين بين تونسوالجزائر يوميا تم فتح خط جوي يربط مدينة وهرانبتونس بمعدل رحلتين في الاسبوع ليساهم في تنشيط الحركة السياحية انطلاقا من وهران عاصمة الغرب الجزائري. وتستغرق الرحلة بين مطار تونسقرطاج ومطار هواري بومدين نحو ساعة واحدة. ووفقا لاحصاءات صادرة عن ممثلية الديوان الوطني التونسي للسياحة بالجزائر، يبلغ عدد الجزائريين المتوجهين إلى الخارج أكثر من مليون ونصف جزائري 62 بالمائة منهم يزورون تونس سنويا. ويدخل 87 بالمائة من الجزائريين إلى تونس عن طريق البّر و13 بالمائة عن طريق الجو.