تونس الصباح: تعقيدات دخول وخروج السفن الترفيهية في الموانئ اضافة الى ثقل الاجراءات الادارية وتصاريح التنقل من ميناء ترفيهي الى اخر التي تواجه مالكي السفن الترفيهية والراغبين في اقتناء سفن جديدة.. زيادة الى نقص التكوين في الاختصاصات المرتبطة بالمهن البحرية ومنها الاختصاصات ذات العلاقة بمجال سياحة الموانئ الترفيهية ومحدودية البنية الاساسية وحاجة الموانئ الترفيهية التونسية الى التأهيل لتكون قادرة على استيعاب المزيد من رواد سياحة الموانئ الترفيهية في البحر المتوسط.. هذا ملخص الاشكاليات التي تم طرحها اول امس في مائدة مستديرة نظمت ببادرة من المجلة السياحية المختصة «توريزم أنفو» تناولت واقع سياحة الموانئ الترفيهية وسياحة الانشطة البحرية بشكل عام. تعد سياحة الموانئ الترفيهية والانشطة البحرية بما في ذلك رياضة الالعاب البحرية «Sportsnautiques» من المجالات السياحية ذات القيمة المضافة لاسيما وان رواد مثل هذا المنتوج يكونون عادة من ذوي الدخل المرتفع لان طبيعة هذه الانشطة تتطلب نفقات كبيرة ونشير في هذا السياق ان السفينة التي ترسو لفترة في احد الموانئ الترفيهية في بلادنا يمكن ان يتراوح معدل انفاقها حوالي 40 و45 الف دينار بين مصاريف التزود بالوقود وكذلك مصاريف الصيانة الخاصة بالسفينة.. الخ. نشير كذلك الى ان تونس تملك مؤهلات وفرص كبيرة لتستقطب اكبر عدد من السفن الترفيهية على كامل الشريط الساحلي الذي يمتد على 1300 كلم وفي مختلف الموانئ الترفيهية الموجودة حاليا والبالغ عددها 7 موانئ بكل من الحمامات وسيدي بوسعيد والقنطاوي والمنستير وطبرقة وبنزرت وجربة.. لاسيما اذا ما علمنا ان الموانئ الترفيهية في بقية دول حوض المتوسط لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من السفن الترفيهية.. في المقابل نجد انه من مجموع السفن الترفيهية التي تجوب البحر الابيض المتوسط والبالغ عددها حوالي 270 الف سفينة، لا تستقبل الموانئ الترفيهية التونسية سوى 1% منها اي قرابة 2500 سفينة فقط في السنة وهو ما يجعل مردود هذا النشاط محدودا نسبيا. تعقيد الاجراءات يرجع السيد احمد المعتمري مدير الميناء الترفيهي ياسمين حمامات عدم تطور نشاط السفن الترفيهي بالشكل المطلوب الى تعقيد الاجراءات الادارية والديوانية عند دخول وخروج السفن في الموانئ الترفيهية وكذلك عند الرغبة في التنقل من ميناء الى اخر على امتداد الشريط الساحلي للبلاد... يشير بدوره السيد الهادي غربي صاحب شركة مختصة في الالعاب الرياضية البحرية ان اقتناء السفن الترفيهية يخضع كذلك الى اجراءات معقدة ذلك ان التحقيق بشأن الشخص الذي يرغب في اقتناء مثل هذا النوع من السفن قد تمتد من 6 اشهر الى سنة ويساهم ذلك في تعطيل الاجراءات ويذكر هنا ان عمليات التحري والتحقيق تهدف اساسا الى التصدي الى اي امكانية لتوظيف غير شرعي لنشاط هذه السفن خاصة في مجال الهجرة السرية «الحرقان» عبر البحر المتوسط باتجاه ضفته الشمالية. واشار ايضا السيد احمد المعتمري ان التعامل مع نشاط السفن الترفيهية في الموانئ في كل ما يتصل بالاجراءات الديوانية والادارية والمراقبة، يتم بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع السفن التجارية رغم الاختلاف بين النشاطين فلكل خصوصياته التي يجب التفريق بينها. التكوين والتأهيل اثار السيد الهادي غربي كذلك موضوع نقص التكوين في مجال سياحة الموانئ الترفيهية والانشطة البحرية بشكل عام سواء في اختصاصات صنع السفن او قيادتها وكذلك في مجالات الصيانة والتعهد.. الخ ونشير بهذا الصدد انه لتجاوز هذا النقص في التكوين ينتظر ان يتم بالتعاون مع فرنسا، احداث معهد للتكوين في المهن البحرية سيكون جاهزا خلال شهر اكتوبر المقبل. من جهة اخرى بين منصور شعبان مستشار لدى شركة الميناء الترفيهي بحومة السوق (جربة) ان تطوير مجال سياحة السفن الترفيهية في بلادنا يحتاج الى تأهيل الموانئ الترفيهية اضافة الى تأهيل محيطها لان سائح هذا النشاط لا يبحث عن مطعم او نزل قريب من الميناء بقدر بحثه عن وحدات لصيانة وتعهد السفن.. واضاف السيد منصور شعبان انه يجب العناية اكثر بهذا المنتوج السياحي على مستوى التسويق والاشهار والتعريف بالموانئ الترفيهية التونسية وبمؤهلاتها في الخارج لاسيما وان النشاط يشهد حاليا تراجعا من حيث حضور الالمان والاسبان والانقليزيين في الموانئ الترفيهية التونسية. وتمت الدعوة كذلك خلال فعاليات المائدة المستديرة الى خلق هيكل يجمع الموانئ الترفيهية للتفكير في حلول مشتركة للاشكاليات التي تواجه القطاع مع العمل على اعداد دراسات حول التكوين والتشغيل في المجال..