تونس الصباح : استقبل ميناء حلق الوادي التجاري فجر أوّل أمس السفينة السياحية الجديدة MSC FANTASIA وعلى متنها ثلاثة آلاف وثلاث مائة سائح إضافة إلى طاقمها الّذي يبلغ 1500 شخص. وتعتبر هذه السفينة من أكبر السفن السياحية في العالم أو ما يسمّى بالفنادق العائمة حيث يبلغ طولها 334 مترا وعلوها 60 مترا وغاطس مائي 9 أمتار وتقدّر طاقة استيعابها بأربعة آلاف ومائتي سائح وقد تمّ الانتهاء من بناء السفينة نهاية سنة 2008 لتختار تونس من ضمن وجهاتها في أولى رحلاتها لما تتميّز به من سلامة وأمن الملاحة وحسن استقبال وجودة خدمات ومناخ مستقرّ على جميع المستويات. وحيث أنّ ميناء حلق الوادي لم يسبق له أن استقبل سفنا سياحية من هذا الجيل الجديد وبهذا الحجم فأطول سفينة سياحية استقبلها بلغ طولها 294 مترا، فقد تمّ منذ حوالي سنة الإستعداد لهذا الحدث بإشراف مباشر من السيّد سمير الحكيمي الرئيس المدير العام لديوان البحرية التجارية والموانىء ولجنة خاصّة متكوّنة من مسؤولي الميناء ومجموعة من المهندسين والتقنيين وذلك قصد تأمين كلّ مقوّمات السلامة لدخول السفينة وإرسائها بالميناء. و تمثّلت استعدادات ديوان البحرية التجارية والموانىء لمواكبة هذا الحدث الّذي يشكّل أهميّة بالنسبة للديوان من ناحية ولصورة تونس من ناحية أخرى، في إعداد دراسة محاكاة بإسبانيا عن مراحل وكيفية دخول السفينة للميناء وعلى ضوء هذه الدراسة تمّ القيام بأشغال تنظيف الحوض لتوفير أكثر أعماق للسفينة كما وقع تكوين مرشدين بحريين من الديوان بإيطاليا خصّيصا لهذا الحدث، إضافة إلى تجنيد ثلاثة جرّرات بحرية لتأمين العملية وتوفير أحسن ظروف.سلامة مناورة السفينة في القنال وداخل حوض الميناء وعند الإرساء . وستحلّ MSC FANTASIA ببلادنا كلّ يوم إربعاء طيلة الموسم الصيفي ضمن رحلات منتظمة وستعقبها السفينة التوأم لها في زيارات أسبوعيّة لميناء حلق الوادي انطلاقا من شهر جويلية القادم . و بفضل هذه الإستعدادات الجديّة تمّكنت هذه السفينة العملاقة ذات حجم يفوق 3 ملاعب كرة قدم من الإرساء بدقّة متناهية حسب موعدها المسبّق وسط أجواء احتفاليّة متميّزة تعكس بصدق صورة تونس المضيافة وحسن تنظيمها للمواعيد الهامّة وهو ما أشاد به طاقم السفينة وقائدها والسيّاح الّذين نزلوا للتفسّح والتعرّف على مدينة تونس وأحوازها. وللتذكير فإنّ ميناء حلق الوادي مثّل دوما وجهة قارّة لأحدث السفن السياحية الّتي يتمّ بناؤها واستغلالها في البحر الأبيض المتوسّط وشكّل وجهة مفضلّة لها وذلك لنجاعة موارده سواء كان بالنسبة لأصحاب السفن ومجهّزيها الّذين يعرفون جيّدا قدرات الميناء وسلامته وظروف العمل فيه المطابقة لمواصفات الجودة "إيزو" الّتي تحصّل على شهادتها منذ السنة الماضية أو بالنسبة للسيّاح الّذين يسمعون عن بلادنا الآمنة والمضيافة ومسالكها السياحية ومواقعها الأثرية التاريخية مع طيبة وحفاوة شعبها، والأرقام تعكس حقيقة وصدق هذا الكلام باعتبار أنّ أعداد الوافدين والسيّاح والسفن في ميناء حلق الوادي مرّ من 53 ألف سائح سنة 1987 إلى ما يناهز 700ألف سائح و433 سفينة في موفّى سنة 2008. تأهيل الموانىء التجارية الداخلية لدعم سياحة سفن الترفيه وتحسّبا لهذه الطفرة الكبيرة عملت الإدارة العامّة لديوان البحرية التجارية والموانىء على الإستفادة أكثر ما يمكن من هذه النوعيّة الرّاقية من السياحة على تعزيز البنية الأساسية لميناء حلق الوادي أوّلا وذلك في إطار شراكة ولزمة مع القطاع الخاص بإنشاء وبناء أرصفة جديدة بطول 657 مترا وتشييد قرية سياحية متكاملة تتوفّرعلى جميع الخدمات الترفيهيّة ستكون جاهزة في قادم الأشهر. من ناحية ثانية أقرّ ديوان البحرية التجارية والموانىء برنامجا استثماريا هامّا وخطّة عمل ترتكز على تنويع هذا المنتوج وتوزيعه على بقيّة الموانىء التجارية على غرار بنزرت وسوسة وصفاقس وقابس وجرجيس وذلك لما تتوفّر عليه هذه الجهات من رصيد سياحي هامّ.