تونس الصباح انتقلت أجواء الملاعب التونسية ب«دخلاتها» وشماريخها واغانيها الى حياة التونسي ودخلت داره وشاركته افراحه فباتت حفلات الزفاف اليوم تنطلق كما المباريات الهامة ب«دخلة» تعكس انتماء العروس او العريس. فهذه تدخل على نغمات «ماني ناسي الافريقي في عينيا» واخرى على «العب يا ترجي ان شاء الله زينة» وآخر يترنح على نغمات «ماتشدونيش على الحمراء».. عن هذه الظاهرة التي اقتحمت بيوتنا سألة «الصباح» ثلة من المواطنين وعادت بالروبرتاج التالي: نعم للدخلة عن سؤال هل تفتتح حفلة زفاف بدخلة فريقك المفضل اجاب حمزة الحناشي فقال: نعم وانقل اجواء مدارج الترجي الى «حومتي» واضيؤها بالشماريخ واغني كل أغاني الترجي التي احفظها عن ظهر قلب، اظن ان الأجواء ستكون غاية في الروعة وستزيدها الاعلام الصفراء والحمراء التي تكسو كل انحاء الدار رونقا خاصا.. الحقيقة ان هذه التقليعة ان صح التعبير ممتازة واتمنى أن تتواصل. اظهار الولاء عن الاسباب التي تدفع المواطن الى ادخال اجواء الكرة الى حفل زفافه يرى اسامة: ان الحب اللامتناهي والولاء الكبير لفريقه النادي الافريقي هما الدافعان الرئيسيان لهذه السلوكات ويقول اود ان اثبت للناس مدى حبي وتعلقي بالجمعية سأحول زفافي الى استعراض يحضره الجميع حتى أولاد «الفيراج» لتكون بذلك ليلة الجمعية ليلة العمر كما يقولون وما يساعدنا على فعل هذا هو الاجواء الآمنة في احيائنا. تونس تتنفس كرة عن سؤال ما اذا اصبحت كرة القدم تسيطر على حياتنا اليومية يجيب عصام محب النادي الصفاقسي: نعم التونسيون يتنفسون الكرة حد النخاع ولا حديث بينهم الا عن الكرة والمباريات.. وقد يكون خلو الساحة الثقافية من اي حدث بارز يشد المواطن قد ساهم في توجهه نحو كرة القدم الترفيه عن نفسه. نعم للاختلاف يقول سليم محب للافريقي عن موقفه اذا ما كانت العروس تنتمي لفريق اخر فانه يقبل هذا الامر بكل روح رياضية، عليها ان تفعل ما تريد ومن حقها ذلك في كل موعد خاص بها كالوطية والحنة. اما حفل الزفاف «النهائي» فاني لن اسمح لأي كان أن يتدخل في دخلة تكون في مستوى حبي للنادي الافريقي. ظاهرة في طريقها الى الزوال يرى خليل محب الترجي ان هذه الظاهرة في طريقها الى الزوال كما زالت ظواهر أخرى قبلها. ولا يجب ان نقحم الكرة في حياتنا الخاصة، وقد تخلق هذه السلوكيات عدة مشاكل وحزازات نحن في غنى عنها وعلينا ان نفصل بين الأمور الشخصية والهواية. لن يتوقف الهوس بكرة القدم يقول جهاد محب النادي الافريقي ان كرة القدم تدخل في جل تفاصيل حياتنا اليومية ولن تتوقف على حفلات الافراح وستطال مجالات اخرى كانت بالأمس في منأى عنها اهمها مقاعد الدراسة. ولا أتحدث عن الثانوي او الجامعة فقد وصلت اليوم الى رياض الاطفال واصبح اطفالنا الذين لم يتجاوزوا الاربع سنوات يترنمون بأهازيج الفيراج وأرى انها تتصل لتحدد العلاقة بين الأب وابنه. ولا بد ان نذكر انها اقتحمت بالأمس القريب امتحان «الباك سبور» خاصة بعد انتهائه اذا بلغ الهوس بكرة القدم ذروته لدى فئة من الاحباء وصلت الى حد لم تبلغه سابقا، ولعل آخر صرعاته طلاء قبر بلون النادي الافريقي لمتوف شغوف بهذا النادي ونحن نتمنى ان لا يقدم احد على تسمية ابنه باسم فريقه المفضل كما حصل مع مشجع انقيزي اطلق اسم مانشستر يونايتد على ابنه الصغير.