سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمهورية الغد بناء وطني وصرح حضاري شامخ لا يمكن تصوّره بدون دور فاعل للمرأة كلمة السيدة ليلى بن علي في افتتاح الندوة الوطنية حول «النظام الجمهوري ودور المرأة في ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز مسار التنمية»
قرطاج (وات) تولت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية صباح امس الخميس افتتاح اشغال الندوة الوطنية حول النظام الجمهوري ودور المرأة في ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز مسار التنمية التي تنتظم في اطار الاحتفالات بالعيد الوطني للمرأة تحت شعار «المرأة التونسية سند لجمهورية الغد» وألقت السيدة ليلى بن علي بالمناسبة كلمة اكدت فيها اعتزاز تونس بالاحتفال بالذكرى الخمسين لاعلان النظام الجمهوري بعد الاحتفال بمرور خمسين سنة على تحقيق الاستقلال وعلى اصدار مجلة الاحوال الشخصية مشيرة الى الترابط بين تحرير المرأة وتطوير اوضاع الاسرة التونسية من ناحية وبناء الدولة العصرية وتوطيد مقومات الجمهورية ودفع مسيرة التحديث من ناحية اخرى. وابرزت تعمق هذا الترابط بتواصل المد الاصلاحي وتراكم مكاسب المرأة التونسية ومنجزاتها منذ تحول السابع من نوفمبر 1987 مبينة ان المرأة التونسية هي اليوم عنوان بارز لحداثة المجتمع وركن ثابت في هويته الاصيلة وحصن متين للقيم والمبادئ الحضارية العريقة وجدار منيع امام التطرف والتعصب والانغلاق باشكاله المختلفة. وشددت على دور الارادة السياسية الراسخة للرئيس زين العابدين بن علي في تدعيم مكاسب المرأة من منطلق الحرص الدائم على ان يكون للمرأة حضور متكافئ مع الرجل في بناء مجتمع متقدم وارساء نسيج جمعياتي فاعل في ظل مناخ ديمقراطي تعددي لا تنفصل فيه الديمقراطية السياسية عن الديمقراطية الاجتماعية. وبعد ان ذكرت السيدة ليلى بن علي بما تم اقراره يوم 13 اوت 1992 من اجراءات رائدة وثورية بهدف استكمال مكاسب المرأة والارتقاء بها الى منزلة الشراكة الكاملة في تحمل المسؤوليات والمساواة في الحقوق والواجبات بينت ان ما تحقق للمرأة التونسية من مكاسب جمة منذ الاستقلال وما نالته من حقوق منذ التغيير يساعدها اليوم على الاسهام من موقعها في تعزيز مسيرة التطوير والتحديث التي تعيشها المجتمعات العربية والتي انطلقت من قمة تونس سنة 2004 في مجال النهوض باوضاع المرأة ودعت المرأة التونسية الى مزيد البذل والعطاء للارتقاء باسهاماتها في كل الميادين الى المستوى النوعي المنشود في مرحلة تتهيأ فيها تونس لقطع خطوات حاسمة على درب التقدم الشامل. وكانت السيدة سلوى العياشي اللبان وزيرة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين القت قبل ذلك كلمة عبرت فيها عن الشرف بتفضل السيدة ليلى بن علي افتتاح الندوة واكدت ان المرأة التونسية التي اكتسبت حقوقها مع الاستقلال واعلان الجمهورية وتدعمت مكانتها مع التحول لتعبر وهي في غمرة الاحتفالات بالعيد الوطني للمرأة التي تفضل الرئيس زين العابدين بن علي بوضعها تحت سامي اشرافه عن فخرها واعتزازها العميق بما تحقق لها من مكاسب ميزتها عن نظيراتها في العديد من البلدان الاخرى وارتقت بمكانتها الى منزلة الشراكة في البناء الوطني والحضاري الشامل. كما القت الاستاذة الفة يوسف محاضرة حول «المرأة وقيم الجمهورية والحداثة» تناولت فيها بالتحليل عاملي الحداثة والمواطنة وما يكتسيانه من اهمية في تصور الدولة التونسية للمرأة تنظيرا وقانونا وممارسة اجتماعية مؤكدة ان هذين العاملين يجسدان اهم مرتكزات الفكر الاصلاحي للرئيس زين العابدين بن علي وما يتسم به المشروع التحديثي للتغيير من اصالة وحيوية ورؤية استشرافية. وحضر هذا الموكب بالخصوص عضوات الحكومة وعقيلات اعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي واعضاء الحكومة وعدد كبير من الاطارات الوطنية النسائية الى جانب عدد من الشخصيات النسائية الاجنبية المشاركات في الندوة. وفيما يلي النص الكامل لكلمة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية:
«بسم الله الرحمان الرحيم حضرات السيدات والسادة نفتتح على بركة الله اشغال الندوة الوطنية حول «النظام الجمهوري ودور المرأة في ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز مسار التنمية» ويسعدني ان اتوجه اليكم جميعا باخلص التحيات وان اعرب عن بالغ تقديري لجهودكم في تنظيم هذا اللقاء وتوفير الظروف الملائمة لنجاحه راجية لكم التوفيق في اعمالكم. كما يطيب لي ان اتوجه بجزيل الشكر الى الاستاذة الفة يوسف على محاضرتها القيمة حول «المرأة وقيم الجمهورية والحداثة» وما تضمنته من معلومات ضافية وتحاليل معمقة. انه يحق لبلادنا وهي تحتفل بالذكرى الخمسين لاعلان النظام الجمهوري ان تعتز بهذا الحدث التاريخي الحاسم في مسيرتها وبما يحمله من معاني السيادة الوطنية والارادة الحرة للتونسيين والتونسيات. واذ نحتفل بهذه الذكرى المجيدة بعد احتفالاتنا بمرور خمسين سنة على تحقيق الاستقلال وعلى اصدار مجلة الاحوال الشخصية فان ذلك يكرس الترابط بين تحرير المرأة وتطوير اوضاع الاسرة التونسية من ناحية وبناء الدولة العصرية وتوطيد مقومات الجمهورية ودفع مسيرة التحديث من ناحية اخرى. وقد تعمق هذا الترابط بتواصل المد الاصلاحي وتراكم مكاسب المرأة التونسية والمنجزات التي تحققت لها منذ تحول السابع من نوفمبر 1987 الذي يستعد شعبنا بكل نخوة واعتزاز لاحياء ذكراه العشرين. والمرأة التونسية اليوم عنوان بارز لحداثة مجتمعنا وركن ثابت في هويته الاصيلة وحصن متين لقيمنا ومبادئنا الحضارية العريقة وجدار منيع امام التطرف والتعصب والانغلاق باشكاله المختلفة. وقد اقام المشروع الحضارى للتغيير ثوابته الفكرية في مجال ترسيخ حقوق المرأة على مبدا التواصل مع المد الاصلاحي وارتقى بها الى منزلة الخيار الاستراتيجي واصبحت هذه الحقوق مكونا اساسيا من مكونات المفهوم الشامل لحقوق الانسان وجزءا لا يتجزأ من مشروع حضاري طموح. وطبيعي ان يتناسب دور المرأة في تجذير قيم الجمهورية ونشر ثقافتها وتعزيز جمهورية الغد باهدافها وابعادها السامية مع المكانة التي تحظى بها في النظام الجمهوري. ان تعميق قيم الحداثة وترسيخها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية اضحى من الحقائق الثابتة في مجتمعنا وما فتئت هذه القيم تتنامى بفضل ما اصبحت تتمتع به المرأة من مكاسب لا تقبل التراجع وحضور فاعل في مختلف المواقع والمؤسسات التنموية والمجتمعية. وتدعم هذه المكاسب الارادة السياسية الراسخة للرئيس زين العابدين بن علي الذي حرص دوما على ان يكون للمرأة حضور متكافئ مع الرجل في بناء مجتمع متقدم وارساء نسيج جمعياتي فاعل في ظل مناخ ديمقراطي تعددي لا تنفصل فيه الديمقراطية السياسية عن الديمقراطية الاجتماعية. وقد اعتمدت تونس في هذا المجال مقاربة شمولية ترتكز على التخطيط حسب النوع الاجتماعي من اجل الارتقاء باوضاع المرأة الى مرتبة الاهداف الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية والبشرية الشاملة والمستديمة. ومن ابرز خصوصيات المقاربة التونسية للنهوض بالمرأة انها تعاملت مع الموروث التاريخي والثقافي من منطلق رؤية سليمة لمسالة التحديث الاجتماعي والحضاري راسخة الجذور في مقومات هويتنا الوطنية وتجاوزت مختلف المعوقات من اجل ترسيخ مبادىء حقوق الانسان هذه المبادىء التي لا تكتمل دون حقوق المرأة في مختلف الميادين اذ لا مكانة للمرأة دون «دور» حقيقي وفاعل في الحياة الاقتصادية والعامة تضطلع به في كنف المساواة والشراكة التامة مع الرجل. وهكذا فسح مجال المشاركة الواعية امام المرأة كمواطنة كاملة الحقوق والواجبات لتسهم في بناء الوطن الذي يبدا داخل الاسرة من خلال التعاون والشراكة بين الزوجين في رعاية الاطفال وتنشئتهم على القيم المثلى ويتواصل داخل المدرسة ويمتد الى سائر مؤسسات الانتاج والعمل والبذل والنضال في الحياة العامة. وقد تعززت مكاسب المرأة في مجال مجلة الاحوال الشخصية بما تم اقراره يوم 13 اوت 1992 من اجراءات رائدة وثورية ترمي الى استكمال هذه المكاسب والارتقاء بالمرأة الى منزلة الشراكة الكاملة في تحمل المسؤوليات والمساواة في الحقوق والواجبات. وهكذا فتحت امام المرأة افاق متجددة تؤهلها للقيام بدورها كاملا في كسب رهانات التنمية الشاملة في محيط معولم. وقد تطورت مؤشرات حضور المرأة في مختلف المجالات بعد ان اثبتت جدارتها بالتفوق والامتياز في شتي ميادين الدراسة والتكوين فاصبحت اليوم تمثل 26 بالمائة من الناشطين و29 بالمائة من القضاة و31 بالمائة من سلك المحاماة و24 بالمائة من العاملين في السلك الديبلوماسي فضلا عن حضورها المهم في المؤسسات الدستورية اذ تبلغ نسبة تمثيلها في مجلس النواب 7،22 بالمائة وفي مجلس المستشارين 2،15 بالمائة وفي المجلس الدستورى 25 بالمائة الى جانب اضطلاعها بمناصب بارزة في العديد من مؤسسات الدولة ومشاركتها في العمل السياسي والجمعياتي حيث تمثل اكثر من ثلث العدد الجملي من الناشطين والمنخرطين في النسيج الجمعياتي الوطني. وان ما تحقق للمرأة التونسية من مكاسب جمة منذ الاستقلال وما نالته من حقوق خلال تجربة ثرية تدعمت بالخصوص منذ التغيير سنة 1987 يساعدها اليوم على الاسهام من موقعها في تعزيز مسيرة التطوير والتحديث التي تعيشها مجتمعاتنا العربية ولا سيما في مجال النهوض باوضاع المرأة. تلك المسيرة التي انطلقت من قمة تونس سنة 2004 وهو ما تعمل المرأة التونسية اليوم من خلال مختلف اليات العمل العربي المشترك في المجال وعبر هياكل المجتمع المدني العربي على تكريسه ودفعه بالتعاون مع اخواتها في ارجاء الوطن العربي بتبادل التجارب وتنسيق الجهود وتطوير البرامج والمشاريع المشتركة. واذ شاركت المرأة بنضالاتها في التاسيس للجمهورية وبناء دولة الاستقلال فان تجسيم مقومات جمهورية الغد وتحقيق قيمها السامية يستوجبان من المرأة التونسية حيثما كان موقعها مزيد البذل والعطاء للارتقاء باسهاماتها في كل الميادين الى المستوى النوعي المنشود في مرحلة تتهيأ فيها بلادنا لقطع خطوات حاسمة على درب التقدم الشامل. حضرات السيدات والسادة ان جمهورية الغد بناء وطني وصرح حضاري شامخ لا يمكن تصوره دون دور فاعل للمرأة فهي جمهورية المساواة والشراكة جمهورية الولاء لتونس والتفاني في خدمتها واعلاء منزلتها بين الامم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».