تونس - الصباح أخيرا باح موسم الحصاد 2006/2007 بأرقامه الرسمية وتم الكشف عن حصيلة الانتاج المسجلة هذا العام والتي تنفرد «الصباح» بالإعلان عنها... بعد طول انتظار لها في ظل تباين في التقييم بين الأطراف الادارية والمهنية جراء تداعيات العوامل المناخية الاستثنائية. المحاصيل التي تم بلوغها هذا الموسم في قطاع الزراعات الكبرى بلغت حسب مصادر مطلعة بوزارة الفلاحة والموارد المائية وتبعا لحصيلة نهائية نحو 20 مليون قنطار من الحبوب متجاوزة بذلك محاصيل السنة الماضية (16 مليون قنطار) وكذلك متجاوزة التقديرات الاولية والمحينة للإنتاج التي استقرت في حدود 18 مليون قنطار رغم النقص المسجل في المساحات المبذورة والمقدر ب10%. مصادرنا وصفت الصابة الحالية بالطيبة والمرضية كمّا ونوعا برغم ما حف بها من تقلبات مناخية وتواصل هطول الامطار إلى غاية مطلع جوان وما ترتب عنها من ظهور للأمراض الفطرية أرقت عملية مكافحتها وأرهقت الفلاحين ماديا ومعنويا... ومع ذلك لم يستسلموا وواصلوا التصدي لها بالمداواة. ماذا عن الجودة؟ الزيادة المسجلة في الانتاج مقارنة بالموسم المنقضي والبالغة 25% كانت أيضا في مستوى الجودة والنوعية - لا بأس بها - ومرضية في المجمل باعتبار الظروف المناخية التي طبعت سير الموسم، واستيضاحا لما تردد في صفوف المنتجين من أن جودة الحبوب ستكون دون المطلوب والمنشود لتميزها بكثرة التفرقع والشوائب بما يؤثر حتما على النوعية استشهدت مصادرنا الإدارية بمؤشر تعتبره موضوعيا في تقييم عنصر الجودة يفيد بأن أسعار قبول المنتوج فاقت مبلغ 30 دينارا بالنسبة ل75% من الكميات المجمعة إلى غاية غرة أوت الجاري. وهذا المؤشر دليل على توفّر الجودة تقول مصادرنا مثمنة الجهود الاستثنائية المبذولة من الفلاحين في موسم استثنائي جدا بما أفرز رغم عسر المخاض محاصيل تقدر ب20 مليون قنطار، رقم أفضل من سابقه وتفوق الكميات المسجلة 16 مليون قنطار للموسم الخامس على التوالي ونسق هذا التواتر يسجل لأول مرة.. وطبعا يبقى التوق إلى بلوغ مردودية أكبر وتحقيق نتائج أرقى بكثير هدفا مشروعا في قطاع استراتيجي وحيوي مثل الحبوب الذي يكتسب فيه المنتجون تقاليد عريقة وقديمة لكنها لوحدها قد لا تكفي ولا بد من دعمها وباكتساب مهارات وتحكم في الحزمة التكنولوجية وتقنيات الانتاج والانتاجية المتطورة. بين الإنتاج والتجميع تجدر الإشارة إلى أن الحصيلة الرسمية والنهائية المعلن عنها تخص الانتاج وليس التجميع باعتبار أن عمليات الجمع وقبول المنتوج من قبل مراكز ديوان الحبوب متواصلة إلا أنها في كل الأحوال كميات أقل بكثير من محاصيل الانتاج باعتبار أن جزءا هاما منها يتحول إلى بذور وآخر يعزز المخزون الاستراتيجي وثالث يحتفظ به المنتجون كمؤونة خاصة. إجراء حاسم ولدى الحديث إلى مصادرنا عن صابة الحبوب لم تتردد في طرح التساؤل حول التباين المسجل في مستوى التقييم الصادر عن المهنة والإدارة حين أشارت معلومات نشرناها سابقا استنادا إلى مصادر من اتحاد الفلاحين إلى أن المحاصيل المجمعة إلى غاية يوم 15 جويلية سجلت تراجعا ملحوظا مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية حيث بلغت 4680723 قنطار مقابل 775،5 مليون قنطار الموسم الفارط وقد شارف موسم الحصاد حينها على النهاية وأشار محدثونا من الوزارة إلى أن السؤال وجيه لكن الجواب واضح ومنطقي يرتبط أساسا بعملية الاجراء الرئاسي الاستثنائي الموجه لمنتجي الحبوب والمتمثل في تحديد التنقيحات الموظفة على عنصر التفرقع إلى النصف وعدم اعتماد سلم التنقيص الموظف على الشوائب الجملية بما حفز المنتجين على تسليم محاصيلهم إلى ديوان الحبوب مباشرة إثر صدور القرار وقد تلدد عدد منهم في تسليمها قبل ذلك خشية الاصطدام بالمعايير المعتمدة في مستوى التفرقع والشوائب. وأضافت ذات المصادر أنه منذ الإعلان عن الاجراء تحركت وتيرة ونسق تسليم المحاصيل بشكل ملحوظ ومكثف. صفحة جديدة هكذا إذن ولئن عبّرت مصادرنا عن ارتياح وزارة الفلاحة للنتائج المحققة انطلاقا من الظروف الخاصة التي سادت الموسم وليس من باب الرضا التام أو المطلق على النفس فإنها تؤكد الحرص عى مزيد العمل على تحسين وتطوير الانتاجيّة والرفع من الجودة والنهوض بمنظومة الحبوب في شتى حلقاتها مع تفعيل الاحاطة بالفلاحين آملة أن يشكل الموسم الجديد وقد أتى على الأبواب صفحة جديدة تتكاثف فيها جهود الجميع وتسود فيها العوامل المناخية المناسبة والملائمة بعيدا عن تقلبات الموسم الحالي..