تونس الصباح : في المناسبات الرياضية الكبرى يقال عن السباح أو العداء أنه حطّم الرقم القياسي السابق الذي بحوزته... في عالم الفن تنطبق هذه المعادلة على الممثل محمد علي بن جمعة الذي سيحطم في رمضان 2009 الرقم القياسي للظهور مقارنة مع رمضان الفائت. حين شارك في ثلاثة أعمال هي "صيد الريم" و"مكتوب" و"شوفلي حل".. عدد مشاركات "دالي" يرتفع هذا الموسم إلى أربع.. ورغم أن "المكتوب وفى" مع مسلسل "مكتوب "يبدو أن ضيفنا لم يضيّع وقته مطلقا حيث قاده طموحه إلى الوقوف أمام كاميرا مخرجين لهم وزنهم في الساحتين المحلية والعربية... نشاط يستدعي لا محالة وقفة مع محمد علي بن جمعة هذه ثمارها: محمد علي بن جمعة اسم بات مطلوبا بكثرة ويكاد يكون "طبقا" رئيسيا على مائدة رمضان التلفزية أي حظ هذا الذي "يكسّر" الارقام القياسية في الظهور؟ محظوظ قد يكون ولكن ناشط هذا أمر مؤكّد يقولون " إن سألتم الله فاسألوه البخت " وأنا أقول البخت مع التشمير على الساعدين والعمل والانضباط، فبهذه الطريقة فقط تدير رقاب المخرجين والنقاد والاعلاميين إليك... ما أحصده الان هو ثمرة عمل سنوات طوال وسمعة طيّبة فالممثل عندما يوفي عمله حق قدره لا بدّ أن يجني اهتمام أسماء كبيرة سواء في تونس أو خارجها. في دنيا الفن لا مكان للمنافقين والعمل الصادق وحده معيار النجاح لان "المنافق" تفضحه الكاميرا ويعرّيه الركح. صدقك أوصلك إلى مسالك بعيدة إلى كاميرا شوقي الماجري..لكن تطرح مسألة الوصول تساؤلات عدة هل شاهد شوقي أعمالك في تونس أم عاين مشاركتك في المسلسل السوري "فسحة سماوية" أم هناك طرق أخرى قادتك إليه؟ ليست هناك أية طرق أخرى عدا عمّا أحظى به من سمعة طيبة ولعلمك فشوقي الماجري هاتفني شخصيا وقال لي بالحرف الواحد " أريدك معي في هدوء نسبي" والمعروف عن هذا المخرج أنه لا يتعامل مطلقا مع ممثلين دونما اقتناع بموهبتهم وتجربتهم، الانضباط والصدق والخبرة هي العوامل التي قادتني إلى شوقي مع تأكيدي على أنه لم يخترني لانني أحسن ممثل تونسي بل لانه رأى أنني أكثر ممثل مناسب للدور المقترح أمام حشد نجوم الصف الاول السوريين والمصريين واللبنانيين هل يمكن الحديث عن دور بكل ما في الكلمة من معنى أم هي حركة نبيلة من شوقي حتى يسجل الحضور التونسي في هذا العمل الذي يعالج قضية منبعثة من رماد حرب العراق؟ عندما يدعوك هذا المخرج لتظهر في 100 مشهد في مسلسل فهذا لا يعني أنها "مزيّة " منه أو أن الدور ثانوي ولا أتصور أن مخرجا في حجم وثقافة وأخلاق شوقي الماجري يقبل أن يمنح دورا تافها لممثل تونسي وأنا لم أكن لاقبل ذلك على نفسي فقط ليقال أنني ظهرت في عمل بإمضاء هذا المخرج.. شوقي اختارني كما أسلفت عن اقتناع ومنحني دورا هاما ضمن ال10 أهم أدوار في العمل باعتبار أن "هدوء نسبي" يضم نخبة من أهم الاسماء العربية من بينها عابد الفهد ونيللي كريم وبيار داغر ونادين سلامة وبهذه الدعوة لم يقدم خدمة لمحمد علي بن جمعة وإنما لتونس لانه أصرّ على إدخال اللهجة التونسية في عمل عربي يعلم أنه سيشاهد من قبل ملايين العرب زد على ذلك أن أي فنان مهما كان حجم الدور الذي أسند إليه يكفيه فخرا أنه يتعامل مع مخرج تتوفر فيه المواصفات العالمية..مخرج متمكن من تقنياته ومن المواضيع التي يطرحها.... في مسيرة هذا المخرج أكثر من 12 مسلسلا من 30 حلقة في كل حلقة فيلم قائم الذات بجميع تفاصيله وجزئياته.... هذا المخرج مدرسة كبيرة يسعدني أن أكون تلميذا فيها. كلامك عن المخرج يوحي بأنه قدّم لك دورا "عاصفا"في "هدوئه النسبي" سأقوم بدور "امحمّد" صحفي تونسي يعمل في وكالة أنباء فرنسية له زميل لبناني اسمه"شريف" وزميلة فرنسية يتحوّل جميعهم إلى العراق قبيل سقوط بغداد فيعيشون مع باقي الصحفيين مغامرة الحرب المسلسل يعالج معاناة الاعلاميين الذين يحرصون على فضح جرائم الحرب وينقلون ويلاتها ومعاناة ضحاياها وقد يتحولون بدورهم إلى ضحايا عندما تغتالهم عمدا القوى الاستعمارية لاسكات صوت الحق. "هدوء نسبي" مسلسل ينطلق من قضية عسكرية تصبح في نهاية المطاف قضية إنسانية لان الانسان فيها هو المستهدف سواء كان جنديا أو مدنيا أو إعلاميا... لقد أحببت الدور كثيرا لان قضية العراق هي قضية كل العرب...لذلك اجتمع حول هذا العمل كل العرب تقريبا. هل أحببت العمل أم سحرك ال"كاشي"؟ لا أنكر أنه كان محترما جدا قياسا بما أتقاضاه نظير المشاركة في مسلسل تونسي لكنه ليس مبلغا خياليا فلست نجما عربيا كبيرا لافرض ما عليّ قبضه. نأتي الان لدورك في " أقفاص بلا طيور" ماذا تقول عنه في ظل دورك الذي تقول أنه هام في "هدوء نسبي"؟ لا تجوز المقارنة أبدا بين العملين الشيء الوحيد المشترك بينهما هو أن كلاهما منح لي الفرصة للوقوف أمام نجوم الصف الاول عربيا ومحليا وأن تمثل مع هشام رستم لا يقل قيمة عن وقوفك أمام عابد الفهد فهما نجمان لكن في سماء مختلفة. دور "حسني" في أقفاص بل طيور لا يقل قيمة في نظري عن دور "امحمد" ووجودي في دراما بلادي واجب قبل أن يكون فرصة ما من واجب كل ممثل أن يدعم ثقافة وطنه والدراما التونسية حققت خطوة عملاقة نحو الانتشار العربي وفي هذا الوقت بالذات علينا أن نلتف حولها وندعمها بكل ما أوتينا من جهد وخبرة وصدق.... أنا لم أصل إلى الدراما السورية إلا بفضل وجودي في الاعمال المحلية والعمل مع المخرجين التونسيين الاكفاء يكسبك خبرة ويصقل موهبتك ويساهم في إشعاعك. تظهر هذا الموسم في 4 أعمال تحدثنا عن "هدوء نسبي" و" أقفاص بلا طيور" ماذا عن البقية؟ سأعاود الظهور في النسخة السابعة من سيتكوم "شوفلي حل" كما سأظهر كضيف شرف في مسلسل نور الشريف "متخافوش" حيث سأقدم شخصية تونسية صميمة ب"الجبة والشاشية" وهو عمل سيعرض في عديد الفضائيات العربية.