تونس الصباح سحابة صيف رعدية عابرة مرت ليلة أول أمس على المناطق الشرقية تميزت بظهور سحب محلية مصحوبة بأمطار ضعيفة، فمتوسطة متزامنة مع هبوب رياح قوية دوى خلالها هزيم الرعد، وقد أدى هذا التقلب الجوي الى تلطيف درجات الحرارة كامل يوم أمس ليتجه نحو التقلص التدريجي والعودة الى الاستقرار في مفهومه الصيفي بداية من الغد. على أن تقلبات الطقس هذه رغم طابعها الظرفي لن تدرج في حساب الشاذ الذي يحفظ ولا يقاس عليه، بل ستصبح بين الفينة والأخرى من السيناريوهات المناخية المألوفة والعادية التي تميز الوضع الجوي بداية من منتصف أوت وستظهر بشكل متقطع مستقبلا دون أن يعني ذلك القطع مع أيام الحر والقيظ التي سيتواصل ظهورها.. هذا المعطى الجوي الذي سينزل ضيفا بيننا ويساهم من حين لآخر في تلطيف الجو تؤكد مصادر الرصد الجوي التي تعتبر السحب الرعدية عنصرا مميزا يظهر من حين لآخر وعادة ما يبرز في المناطق الغربية مثل القصرين وسيدي بوزيد والكاف وبدرجة أقل بالقيروان دون استبعاد ظهوره في الناحية الشرقية التي سجلت بها الزوابع الرعدية بخليجي الحمامات وتونس. وخلافا لما انتاب بعض المواطنين من خوف وتوجس من هذه التقلبات... خاصة أن سرعة الرياح كانت قوية في بعض المناطق حاملة معها الأتربة والرمال.. وصفتها مصادر الارصاد الجوي بالظاهرة العادية والطبيعية المتوقعة في مثل هذه الفترة من فصل الصيف والتي سيتكرر ظهورها.. مراوغة وحذر ارتياح معظم المواطنين لتراجع درجات الحرارة بعد مرور «العاصفة» الصيفية، قابله في المقابل امتعاض البعض الاخر من المصطافين الذين خرجوا هذه الفترة في إجازة، ممنين النفس بقضائها في الخلاعة والاصطياف و«البرنزاج».. وأصبحوا الآن يخشون «لافاج» الأمطار.. طرف آخر سيخفق قلبه كلما مرت سحابة الصيف وغيمت السماء ونزلت الأمطار.. انهم المشرفون على مراكز تجميع الحبوب، خشية على المحاصيل المجمعة في الهواء الطلق من التلف والضياع.. وهو ما يجعلهم في سباق مستمر مع الساعة لتأمين نقل المحاصيل نحو أماكن الخزن مغطاة وآمنة.. على صعيد آخر وحول سؤال يتعلق بمدى قياسية درجات الحرارة التي عشناها الأيام الأخيرة نفت مصادر الارصاد بلوغ درجات حرارة قياسية أو حتى تجاوز الحدود القصوى المسجلة في السنوات الأخيرة.. معتبرة الحرارة المسجلة عادية في فصل صيف عادي..