تونس - الصباح: بدأت ملامح المنتخب الوطني في «نسخة» أومبرتو كويلهو تتشكل وأصبحت نقاط القوة والضعف معروفة إلى حد كبير كما أصبح العمود الفقري للتشكيلة الأساسية ظاهرا للعيان. وبينت مباراة مساء أول أمس الودية ضد الكوت ديفوار ان من مميزات المنتخب التونسي الحالية الانضباط التكتيكي الكبير للاعبين، وخصوصا في وسط الميدان، ونجاحهم في تأمين الضغط العالي وافتكاك الكرة بعيدا عن مناطق الجزاء والاندفاع الذي تحول عديد المرات الى خشونة. فمباراة الكوت ديفوار، ومن قبلها نيجيريا وهولندا، وكلها فرق جد محترمة على الصعيد العالمي، اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان المنتخب التونسي، وفي تواصل مع «عهد» المدرب روجي لومار، اصبح اليوم من اسياد الدفاع و«الهرسلة» الدفاعية اذ يصعب على اعتى المنتخبات واقوى اللاعبين فنيا فرض سيطرتهم وسلطانهم على وسط الميدان في وجود الرائع حسين الراقد والمقاتل خالد القربي والثعلب فهد بن خلف الله. ومن مزايا هذا النجاح الدفاعي الكبير في منطقة وسط الميدان انه لا يترك مجالا للمنافسين للوصول بسهولة للدفاع التونسي او خلق ثغرات يستفيدون منها في خلق فرص التهديف اي ان خط الدفاع التونسي اصبح يستفيد كثيرا من المجهود الذي يبذله وسط الميدان في افتكاك الكرة واضعاف المهاجمين. واثبتت مباراة الكوت ديفوار ان تواجد ياسين الميكاري في التشكيلة الأساسية مفروغ منه. الحلقة المفقودة الاجماع حاصل اليوم، في صفوف الملاحظين والجمهور، ان امتلاك وسط ميداعن دفاعي قوي ودفاع متوازن لا يكفيان اي فريق للذهاب بعيدا وتحقيق النتائج الايجابية. واكدت مباراة الكوت ديفوار مرة اخرى هذه الحقيقة المرة فالبناء الهجومي والحلول في الربع الاخير من الميدان كانت غائبة تماما وفي ظل تكدس عدد كبير من اللاعبين ذوي الصبغة الدفاعية وضعف التصرف في المساحات في نصف ميدان المنافس، تاه الدراجي وغاب عن تحروكاته وتمريراته الانسجام مع زملائه واستنفذ ابن خلف اللّه طاقاته في الجري وافتكاك الكرة ووجد جمعة نفسه معزولا في الدفاع الايفواري ولم تنجح محاولاته في التأخر لافتكاك الكرة والتعويل على نفسه. لذلك لا غرابة في ان تكون فرص التهديف لمنتخبنا قليلة جدا او منعدمة (مثلما هو الحال في الشوط الاول لهذه المباراة) وهو نفس السيناريو الذي تكرر في كل مباريات المنتخب في السنين الماضية. والاكيد ان البناء الهجومي والقدرة على خلق الفرص، قبل الحديث عن تجسيمها، سيبقى الهاجس الذي سيسطر على اداء المنتخب في قادم مبارياته. اذ لا بد لخط وسط الميدان ان يتعب ولا بد للدفاع ان يخطئ مهما بلغ مستواه ولا بد من تفادي المبالغة في التعويل على الدفاع ففي نيجيريا، ستكون كل العوامل ضدنا واللاعبون النيجيريون سيستفيدون من ميدانهم لاجبار منتخبنا على ارتكاب الخطأ ولن نكون قادرين على مواجهتهم بالدفاع وحده.