هل قال الناصر خمير فعلا: افلامي ليست تونسية ولا اقدمها للجمهور التونسي؟ تونس - الصباح ''شكرا على هذا التكريم وشكرا على هذه اللفتة الكريمة '' لم ينطق المخرج التونسي الناصر خمير بهذه الكلمات الروتينية بعد تكريمه في الدورة 25 لمهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر الابيض المتوسط بل فاجأ كل الصحفيين المصريين بصراحة غير معهودة في مهرجاناتنا العربية قائلا: «ادارة المهرجان أهانتني وأعتبر تكريمي بمثابة ''غلطة'' في تاريخي السينمائي».. وصل الناصر خمير إلى الاسكندرية يوم الخميس 6 اوت 2009 ليحضر حفل تكريمه في الدورة 25 لمهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر الابيض المتوسط (من 4 إلى 10 أوت 2009) وقد تحدث الصحفيون المصريون عن اعتذاره عن القدوم بسبب خلافات مع هيئة المهرجان.. وظهرت هذه الخلافات اكثر بعد اختتام المهرجان حين ابتعد المخرج التونسي الناصر خمير عن كل الوان المجاملة واتهم هيئة المهرجان بأنها اهانته واهانت تاريخه السينمائي بدل تكريمه. وقال الناصر خمير في حوار لجريدة روز اليوسف اليومية المصرية: تكريمي في مهرجان الاسكندرية لا يمثل لي أي شيء وأعتبره بمثابة ''غلطة'' في تاريخي السينمائي ولست المسؤول عنها، وشعرت بالندم والانزعاج الشديد لمجرد موافقتي على التكريم ومع ذلك فأنا أنتظر حدثًا مهمًا ينسيني ما حدث لي في مهرجان الاسكندرية من عدم استيعاب ووعي بي وقيمة أعمالي التي يرى العالم كله أنها مهمة جدًا.. ان القائمين على المهرجان لم يستطيعوا أن يفهموا أهمية السينما وتأثيرها، لا أنكر أنني وجدت حسن ضيافة وكرم أخلاق من خلال عبارات الترحيب، لكنني شعرت بالخزي والاحباط نتيجة عدم التعامل مع أفلامي التي أعتبرها ثروتي الحقيقية وللاسف إنني فوجئت بمشاكل عدة في تقنيات العرض في أفلامي التي عرضت منها فيلم ''بابا عزيز'' في الصوت وشاشات العرض اضافة الى عدم قبول طلبي بضرورة ترجمة أفلامي الى اللغة العربية لكي استطيع الوصول بأفلامي لعدد أكبر من الجمهور المصري، وهذا لم يحدث''. وحين سألته الصحيفة عن رأيه في السينما المصرية قال ''السينما المصرية للاسف ''تعبانة'' مثل المصريين .. رغم أن مصر غنية جدًا والمصريون أغلبهم أثرياء وعندهم ''فلوس'' ولكن يستغلونها فقط ليقيموا بها مراكز تجارية وتراجع اهتمامهم بالسينما وأصبحت سطحية وتافهة ولا تحمل قضايا ولا تمثل أية أهمية مقارنة بالافلام المصرية القديمة التي تعبر عن مصر..''. وتحدث الناصر خمير في نفس الحوار عن تونس واكد ان افلامه ''لا تحمل الجنسية التونسية ولا أقدمها للشعب التونسي، لكنها أفلام شخصية أقدمها لكل الناس، ولذلك أتعمد في أفلامي أن أجمع أشخاصًا يتحدثون بكل اللهجات واللغات، ففي أحد أفلامي يتحدث ممثل واحد من الممثلين باللهجة الفلسطينية والعراقية والمغربية واللبنانية، تجدين هذه اللهجات واللغات في فيلم واحد فالمتلقي لا يتساءل عن جنسية حامل هذا الفكر وهذه الحضارة والمهم أن تصل الرسالة''.. الناصر خمير: حرّفوا كلامي ''الصباح'' اتصلت بالناصر خمير الموجود حاليا في باريس وسألته عن تأكيده بأن افلامه لا تحمل الجنسية التونسية ولا يقدمها للشعب التونسي رغم حصوله على الدعم من وزارة الثقافة التونسية فأجاب: -لقد حرفت الصحيفة كلامي لان تصريحاتي لم ترق لهم..طبعا انا مخرج تونسي وافلامي تونسية لكني قصدت ان مضامينها لا تحمل جنسية وليست مرتبطة بإشكاليات تونسية بحتة.. فالهائمون (فيلمه الطويل الاول انتج سنة 1984) هويته مغربية وطوق الحمامة (فيلم طوق الحمامة المفقود انتج سنة 1991) هويته عربية وبابا عزيز (فيلمه الطويل الثالث انتج سنة 2005)هويته اسلامية..لقد كتبت سيناريوات تونسية صرفة فرفضوا دعمها لانها ''تسيء إلى المجتمع التونسي''. * حصلت مؤخرا على منحة دعم الكتابة لفيلم جديد..اكيد انه لا يسيء للمجتمع التونسي؟ - سأتحدث عن ولاّدة.. سأعود للاندلس (ولّادة بنت المستكفي شاعرة اندلسية شهيرة) * تصريحاتك ضد مهرجان الاسكندرية بعد تكريمك صدمت الساحة الثقافية المصرية فلماذا قبلت التكريم ان كان لا يضيف لك شيئا؟ - لقد قبلته بشروط لكنهم لم ينفذوا هذه الشروط.. مثلا طلبت ان اراجع الكتاب الخاص بتكريمي قبل نشره لكنهم ارسلوا لي نصف الكتاب ونشر والثاني دون ان اقرأه فكان مليئا بالاخطاء في التواريخ وحتى عناوين الافلام حيث تحول طوق الحمامة إلى طوق اليمامة.. هذا المرجع سيصبح تاريخا بعد سنوات فهل اقبل ان يحرف تاريخي.. لقد طلبت منهم نسخا مترجمة بالعربية او الانقليزية لافلامي حتى يفهمها المصريون لكنهم لم يفعلوا.لقد طلبت نسخا جديدة من افلامي لعرضها ولم اجدها.. * ولكن لماذا تحمل المسؤولية لمهرجان الاسكندرية؟ - مسؤولية يتحملها النقاد وكل المهرجانات المعنية بالسينما. ان افلامي في خطر بإعتبار نسخها اصبحت مهترئة فبدل تكريمي بشهادة كان من الافضل انقاذ افلامي بنسخها من جديد..انني ابحث منذ فترة عن مبلغ 40 الف اورو لانقاذ فيلم طوق الحمامة لكني لم اجدها..كيف يقولون ان افلامي فريدة وتعتبر مرجعا في السينما العربية الاسلامية ثم يتركونها تضيع.