تونس الاسبوعي بعد مرور سنة و8 أشهر على المؤتمر التأسيسي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، تم يوم السبت الفارط عقد المؤتمر الاستثنائي لهذه النقابة، على إثر أزمة طالت فصولها ووصلت الى أروقة المحاكم بعد فترة طويلة من التجاذبات والصراعات، كانت قد انطلقت مباشرة، بعد الاعلان عن نتائج المؤتمر التأسيسي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، الذي انعقد يومي 12 و13 جانفي ,2008 والذي تم بموجبه الاعلان عن كون النقابة قد ورثت جمعية الصحفيين، الهيكل التاريخي الذي كان يجمع عموم الصحفيين التونسيين. عملية «توريث» لم تتم كما ينغي لها أن تكون، نظرا لرفض «القيادة» المنبثقة عن المؤتمر التأسيسي أو جزء منها، استكمال كل مراحل «التوريث»، مثل قبول الهيئة المديرة الموسعة والفروع وهيئة التآزر مع الصحفيين من ذلك أن تجديد تركيبة المكتب الموسع، لم تتم إلا بعد 6 أشهر من المؤتمر وباصرار وضغط من القواعد الصحفية. تعطل عملية «التوريث» و«انصراف قيادة النقابة عن الاهتمام بالشؤون النقابية الصرفة للصحفيين، ومحاولة الزج بالقطاع وبالهيكل الذي يمثله في صراعات لا تعنيه» مثلما عبرت عن ذلك قطاعات واسعة من الصحفيين، وكذلك المهتمين بواقع القطاع..
كلها عوامل ادخلت النقابة في «أزمة» عرفت فصولها عدة تداعيات وانتهت بإستقالة أربعة من أعضاء المكتب وبالتالي سقوط شرعية المكتب.. فكان من الضروري عقد مؤتمر لتصحيح المسار. عرف مؤتمر 15 أوت ,2009 مشاركة فاقت التوقعات سواء من حيث عدد الحضور في الجلسة الافتتاحية أو في عدد المترشحين للمكتب التنفيذي (26 مترشحا). كما ان النقاشات تميزت بالصراحة والمكاشفة والرغبة القوية في اعادة الروح الى جسم النقابة، وفي تجاوز الخلافات والصراعات التي أرهقت الجسم الصحفي.. وككل مؤتمر استثنائي، فإن الجانب الانتخابي كان الأكثر حماسا وتنافسا، وفي غياب القائمات مثلما هو متعارف عليه عادة فإن التصويت كان على الأشخاص. وهو مناخ سمح بافراز نسبة تجديد في حدود 60% فقد حافظ أربعة من اعضاء المكتب الذي انبثق عن المؤتمر التأسيسي، وهم الحبيب الشابي وعادل السلطاني وسميرة الغنوشي وسفيان رجب، في المقابل تم انتخاب خمسة جدد وهم شكري بن نصير وجمال الدين الكرماوي وعبد الكريم الجوادي وبشير الطومباري ورشيدة الغريبي. تتميّز التركيبة الجديدة بكونها تمثل غالبية المؤسسات الصحفية (لابراس، الاذاعات، الصباح، وكالة الأنباء وات والتلفزة ق 7) سواء الخاصة أو التي هي مملوكة للقطاع العام، كما أنها تمثل الجهات الداخلية (اذاعة تطاوين وصفاقس). وبالاستناد الى ما راج في كواليس المؤتمر بعد الاعلان عن النتائج، فإن هناك اتجاه للحسم في توزيع المسؤوليات على النحو التالي: الرئاسة لجمال الدين الكرماوي، والكتابة العامة للحبيب الشابي، وأمانة المال سميرة الغنوشي والعلاقات الخارجية شكري بن نصير.. وتبقى من أولويات مهام المكتب الجديد هي تجاوز خلافات الأشهر السابقة بأخفّ ما يمكن من الأضرار.