تونس - الأسبوعي رنيم السهيلي طفلة في العاشرة من عمرها أصيلة منطقة الجديدة ابتلاها القدر بإعاقة حولتها الى عاجزة عن تحريك يديها وساقيها فكان فمها بديلا ليديها في الكتابة والرسم والقيام بعديد الأنشطة التي أذهلت كل من رآها. تقول رنيم التي لم تثنها إعاقتها عن الالتحاق بالمدرسة وتحقيق أفضل النتائج الدراسية لما أهّلها لتكون محل تكريم تقول: تعلمت الكتابة والرسم بفمي ولا أجد نفسي عاجزة عن القيام بواجباتي الدراسية ولا أية مسألة يطلبها المعلمون منا في القسم. براعة وتميز وتتحدث والدتها المدعوة سعيدة البرقاوي للأسبوعي قائلة: «إن موهبة ابنتها رنيم أذهلت كل المحيطين بها منذ سن الثالثة أي منذ التحاقها بالروضة فقد أتقنت الكتابة وكانت ذكية شديدة البراعة في كل ما تقوم به، أضافت عن اكتشافها موهبة الكتابة بالفم قائلة: «هي أصغر بناتي وهن ثلاث حرصت منذ نعومة أظافرهن على تلقينهن الكتابة والرسم وعدة أنشطة في البراعة اليدوية وقد عجزت رنيم بحكم إعاقتها عن إمساك القلم فبدأت أدرّبها على استعمال فمها بديلا وذلك انطلاقا من تجربة معوق عرضت على شاشة التلفزة. والحمد لله بلغت ابنتي العاشرة واجتازت مناظرة الرابعة أساسي وكانت في صدارة الاوائل وحظيت في كل المناسبات بالتكريم والتشجيع وهي الآن متفائلة أكثر من أي وقت مضى بمستقبلها». تشخيص طبّي تعوزه الدقة وفي خضم حديثنا عن تجربة رنيم عدت بالأم الى ذكريات الحمل والأساليب المتبعة صحيا والتي قد تكون سببا في إعاقة طفلتها فتنهّدت بعمق قائلة «لو عاد بي الزمن الى ذلك التاريخ لكنت قمت بالاجراءات اللازمة لتتبع الاطار الطبي المتابع لحملي باحدى المصحات ولمقاضاته على الخطإ المرتكب في حقي الذي كان سببا فيما آلت اليه حالة ابنتي». وتضيف قائلة في الإطار: «لقد أجريت عديد الفحوصات التي تقوم بها اغلب الحوامل لكن سوء التشخيص وغياب العناية الكافية والدقة المطلوبة كان سيد الموقف فقد فوجئت لحظة إنجابي رنيم بالإعاقة التي تحملها في يديها وساقيها والتي حرمتها من التنعم بحياة عادية كأترابها ومن الانتقال بحرية واللعب واللهو في أرجاء المنزل ولولا مشيئة القدر التي ألهمتها الذكاء والكتابة بفمها لكان الوضع سيّئا جدا وبشكل يدعو للشفقة غالبا».