تونس - الصباح خرج من منزله الكائن بحي التضامن بعدما أخفى سكينا بين ثنايا ثيابه وكانت الساعة تشير آنذاك الى التاسعة ليلا وكان المطر ينزل بغزارة فنحن في شهر فيفري 2007.. وجلس الرجل على حجر غير مبال بالمطر الذي بلّل كامل ملابسه، أشعل سيجارة وجال بنظره في الأزقة كأنه ينتظر أحدا مرّت الساعة الأولى والثانية رتيبتين ثقيلتين عليه وفجأة نهض من مكانه ووقف متأهبا لأمر ما أضمره في نفسه بعد أن شاهد شابا قادما نحو المكان الذي كمن فيه بخطى متثاقلة كأنه ثمل ولما مرّ بجانبه ألقى السكران عليه التحية فردّ عليه بطعنة في كتفه وأخرى في ظهره ولما شاهده يسقط أمام عينيه تركه وركض في زقاق مظلم وظل يركض حتى وصل الى منزله فألقى سكينه في بالوعة ودخل المحل ونام في فراش دافئ فيما نزف ضحيته دماء كثيرة ومن حسن حظه أن تفطن اليه أحد الجيران فاتصل بأسرته ومن ثمة نقل الى المستشفى وخضع لعملية جراحية وتماثل للشفاء بعد صراع مع الموت امتد أكثر من عشرة أيام، وأول كلام نطق به هو اسم الشخص الذي طعنه وأضاف أنه يعرفه معرفة جيدة بحكم علاقة الجوار ولا يدري ما هي دوافعه لمحاولة قتله. وبناء على ما جاء بأقوال المتضرر باشر أعوان الأمن تحرياتهم لإيقاف المشتبه به ولكنه بقي بحالة فرار فصدر في حقه حكم غيابي مدته 10 أعوام سجنا من أجل محاولة قتل نفس بشرية عمدا مع الإضمار طبق أحكام الفصول 59 و201 و202 من المجلة الجزائية فاعترض على الحكم وقبلت المحكمة اعتراضه لما مثل مؤخرا موقوفا أمام أنظارها وقررت تأجيل محاكمته الى نهاية شهر سبتمبر القادم.