شهدت منطقة كاف لحمر بولاية منوبة خلال الأسبوع الفارط حادثة هلاك طفل لم يتجاوز ربيعه الثاني عشر إثر غرقه في قنال وادي مجردة الذي يعبر المنطقة في ظروف مسترابة وهو ما ضاعف شكوك والد الضحية في أن يكون الأخير دُفع في القنال سواء عن قصد أو عن غير قصد وبما قد يغيّر مجرى الأبحاث في هذه القضية «الأسبوعي» سجّلت حضورها قبل ساعات من تشييع جنازة الطفل أنور قناطس التلميذ بالسنة الثامنة أساسي وتحدثت إلى والده وعادت بالمعطيات التالية: وجع وصدمة في البداية نشير إلى أن حالة الحزن التي كان عليها أقارب وأصدقاء الطفل أنور الذي كان طيب القلب في حياته وممتازا في دراسته إذ كثيرا ما تحصل على نتائج ممتازة وشهادات امتياز... والدة المأسوف عليه عجزت عن الحديث إلينا... وجفّت الدموع في أحداقها من كثرة البكاء على فراق فلذة كبدها... إخوته الثلاثة مصدمون... والده في حيرة من أمره... لم يعرف بعد السبب الحقيقي لما حدث... أجوار يتجاذبون أطراف الحديث حول الواقعة الأليمة ولكن ما من أحد منهم أدرك الحقيقة... وأطفال ارتسمت ملامح الوجع والحزن على وجوههم... انتشل حيّا «أنور مات... أنور مات وكان يمكن ألا يموت... ولكن شاءت الأقدار أن يرحل» بهذه العبارات التي تنمّ عن شعور بالوجع بادرنا السيد الشاذلي قناطس (والد الطفل) بالحديث عن الواقعة... ثم واصل سرد ما علم من تفاصيل المأساة التي حلّت بعائلته: «لقد كنت بالقرب من البيت عندما لمحت ابني يسلك الطريق المؤدي إلى القنال وبرفقته ثلاثة أشخاص ربما للتجوّل وتمضية بعض الوقت ولكن ليس للسباحة فابني لم يسبح بذلك المكان بمفرده البتّة باعتبار الخطر المحدق... وحتى إن فعل فبرفقة إخوته الذين يكبرونه سنّا». وذكر محدثنا أن ابنه ما إن غاب عن ناظريه حتى فوجئ ببعض الأشخاص يطلبون النجدة ويعلمونه أن أنور غرق في القنال «سارعت في الحين بالتوجه على عين المكان صحبة أبنائي الثلاثة الذين تمكنوا من انتشال أنور وهو مازال على قيد الحياة» - يتابع الأب بكل ألم- «اتصلنا في الأثناء بأعوان الحماية المدنية فحلّوا بالمكان ونقلوا ابني إلى مستشفى شارل نيكول ولكنه فارق الحياة». فتح تحقيق فتح أعوان الحرس الوطني محضر بحث في الغرض لكشف ملابسات الواقعة وفي انتظار الادلاء بأقواله أعلمنا الأب المكلوم أن له شكوكا في أن يكون ابنه تعرّض للدفع قرب ذلك الجزء من القنال الذي لا تتوفر فيه -حسب ما أفادنا به بعض المواطنين- وسائل الحماية خاصة وأن الحاجز الحديدي بموطن الواقعة قد اقتلع من مكانه وهو ما تسبّب في غرق شخص قبل نحو شهر تمكن مرافقوه من إنقاذه بأعجوبة. وأكد الأب أن ثلاثة أشخاص كانوا برفقة ابنه ويشك في أن يكون أحدهم دفعه حتى في إطار المزاح... هذه الشكوك سيبحث فيها أعوان الحرس الوطني لكشف الحقيقة. صابر المكشر