على الرغم من الوساطة التركية والإيرانية لترطيب الأجواء بين العراق وسوريا، فإن الأزمة الحادة التي نشبت بين البلدين، اثر أحداث العنف الدامية في بغداد يوم 19 أوت الماضي والتي خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى مرشحة للتفاقم بعد أن تصاعدت حدة التصريحات بين دمشق وبغداد اثر مطالبة العراق سوريا بتسليم مشبوهين ضالعين في التفجيرات الدامية. لقد توصلت بغداد ودمشق منذ أشهر قليلة الى إعادة العلاقات الثنائية الى طبيعتها بعد الزيارات الرسمية المتبادلة والتفاوض بشأن عديد الملفات الثنائية وأبرزها تشديد مراقبة الحدود لمنع تسرب مقاتلين الى الأراضي العراقية. وسوريا التي تحتضن حاليا أكثر من مليون لاجئ عراقي تعتبر هذه الاتهامات «لا أخلاقية» فيما تعتبر بغداد أن 90% من المقاتلين العرب يتسللون عبر الأراضي السورية للقيام بعمليات اجرامية في العراق. وفي ظل هذه الأزمة.. يبدو أن الوساطة التركية والايرانية لم تخفف من حدة هذا التوتر... ولعل في دعوة بغداد تشكيل محكمة جنائية دولية للتحقيق في مثل هذه الاعتداءات ما يؤكد أن المصالحة بين بغداد ودمشق مازالت بعيدة المنال.