غريب ما يلاحظ في عدد كبير من الشوارع ليلا ونهارا ..وخاصة قبل غروب الشمس بساعات في رمضان .. الظاهرة انتشرت في جل المدن والقرى: شباب وكهول من مختلف الأعمار «يقتلون» الوقت مساء وصباحا ..ليلا ونهارا .. عبر الجلوس على الأرصفة والوقوف وسط الطرقات ..ووراء الجدران ..(كأنهم يريدون تسليتها وإبعاد «الروتين» عنها .. وفي عدد من الأحياء الشعبية والقرى والمدن الداخلية تتحول الأرصفة أحيانا إلى مقاه وصالونات شاي و«كافيتيريات» ومطاعم بالجملة ..فضلا عن «النصب» التي تبيع «كل شيء» على الرصيف ..من المواد الغذائية («النظيفة جدا») إلى الملابس وبقية وسائل «الترفيه» و«التسلية»؟ وقد كتب الكثير في جل الصحف عن الانتصاب الفوضوي على أرصفة بعض القرى والمدن ..وفي الأحياء الشعبية و«الراقية» ..واشتكى بعضهم من مضايقة جمهور نوع من المقاهي و«الفضوليين» و«البزناسة» المرابطين كل عشية وكل مساء في المفترقات وعلى الأرصفة للمارة ولأصحاب المحلات التجارية القانونية .. وأعتقد أن التمادي في مثل هذا النوع من الكتابات وفي انتقاد مثل هذه السلوكيات والمظاهر والمضايقات مضيعة للوقت والأعصاب .. فمن الأفضل توجيه برقيات «شكروتشجيع» يومية لكل أصحاب المقاهي وصالونات الشاي ومحلات التجارة الفوضوية ..وللشباب المتسكع .. برقيات تتضمن نصوصا لطيفة «تشجعهم» على مزيد التسكع وتحثهم على «احتلال» مزيد من الأرصفة والمرابض والمساحات العمومية والخاصة .. أقترح أن توجه إليهم برقيات تتضمن قصائد مدح وثناء ..وشهادات تشجيع مزينة وملونة تعلق في الشوارع وعلى الأعمدة الكهربائية وأمام المحلات المهملة التي يتجمعون فيها وحولها كل يوم وليلة ..رغم أنف القانون ..وفي غفلة من «العسس».. عسى أن تؤدي شهادات الشكر والتشجيع هذه دورا عكسيا .. وتنجح في تحقيق ما عجزت عن توفيره «المصالح البلدية المختصة..»