في سياق مواكبة الارتفاع الكبير في عدد "الشباب العاطلين" تزايد عدد المقاهي وصالونات الشاي.. المفتوحة ليلَ نهارَ.. ("دام الله الرخاء"؟؟). بل ان بعض محلات صنع " الكرواسون ".. في المرسى والنصر والمنارات وداخل البلاد أصبحت ترفع يافطة غريبة وعجيبة كتب عيلها بالبنط العريض: "كرواسون سخون.. صباحَ مساءَ".. وعندما تزور بعض تلك المحلات مع الرابعة أو الخامسة مساء تجد طوابير من "الشباب" (العاطل عن العمل طبعا) يفرك عينيه ويترشف قهوة الصباح ويلتهم الكرواسون.. من مصروف الجيب الذي يوفره الاولياء.. ("اخدم يا تاعس على الراقد الناعس")؟؟ هناك قضية تستحق المتابعة اذن.. دون تهويل.. في هذا الاتجاه أو ذاك.. ومن يتابع القنوات الاذاعية والتلفزية الوطنية والجهوية يلاحظ تعاقب الاخبار والومضات عن الاستشارة الوطنية حول التشغيل.. والاستشارة حول مشاغل الشباب.. والاستشارة حول تحسين الاوضاع في الوظيفة العمومية.. الى غيرذلك من الاستشارات والاستجوابات.. ومحاولات التفاعل مع الشارع.. مع تونس الاعماق.. وخاصة مع ملايين الشباب والمراهقين.. وكل هذا ايجابي.. والمعطيات الاقليمية والعالمية تؤكد أن "مشكلة المشاكل " في غالبية دول العالم أصبحت البطالة.. بطالة الشباب من حاملي الشهادات.. وبطالة الشباب الذي اخفق في دراسته وأحيل على الشارع وهو لا يتقن أي مهنة تقريبا.. ماعدا الجلوس في المقاهي.. والتسكع في الشوارع.. ليلا ونهارا.. فلتكن الاستشارة الوطنية حول التشغيل مدخلا حقيقيا للتشخيص الدقيق لمعوقات التشغيل وبلورة مقترحات عملية وتوصيات واضحة للتجاوز.. بمشاركة ممثلي منظمات رجال الاعمال والنقابات والجامعيين والشباب.. بكل شرائحه.. في كل الجهات.. ولتكن الاستشارات فرصة للاستماع الى الشباب والتعرف على ما يخالجه.. لأن الحد من البطالة بسرعة لن يؤدي فقط الى تسوية كثيرمن المشاكل الاجتماعية.. بل الى محاربة غول خطيراسمه "الفراغ ".. والفراغ يعني اهدار اوقات الشباب وصرف طاقاتهم في غيرمحلها.. بما في ذلك الانحراف والاجرام.. والعنف والتطرف..