عندما تستفرد الولاياتالمتحدة بصدارة الترتيب في مجال تجارة السلاح في العالم وتستحوذ على اكثر من ثلثي مبيعات الاسلحة سنة 2008 بالرغم من الركود الاقتصادي العالمي الحاد فان ذلك لا يمكن ان يكون مؤشرا على وجود دور امريكي يمكن ان يتصف بالمصداقية والنزاهة في مختلف الصراعات الدولية الخطيرة لاسيما الصراع الدائر في الشرق الاوسط بكل ما يمكن ان يعنيه ذلك من حرص امريكي على ضمان استمرار التفوق العسكري الاسرائيلي على دول المنطقة كما وكيفا... فقد جاءت لغة الارقام الصادرة عن دراسة للكونغرس لتكشف ان الولاياتالمتحدة شاركت بثلثي مبيعات السلاح في العالم وحققت قفزة قدرت بنحو خمسين في المائة عن السنة السابقة وذلك بالرغم من تراجع مبيعات السلاح في العالم وانخفاض اتفاقيات السلاح لادنى مستوى لها منذ اربع سنوات وبلغت قيمة الصفقات التي حققتها الولاياتالمتحدة بذلك اكثر من سبعة وثلاثين مليار دولار ولعل المؤسف ان اجمالي هذه الاتفاقيات تمت في اغلبها مع الدول النامية في الشرق الادنى وآسيا حيث بلغت مقتنيات الدول النامية من السلاح اكثر من تسعة مليارات دولار وهو ما يكفي لسد رمق ملايين الجائعين والمشردين في مناطق مختلفة من العالم خلال سنوات قادمة.. مفارقات قد تبدو غريبة ما في ذلك شك ولكنها قائمة وهي تعكس حقيقة منسية بان القضاء على بؤر التوتر والصراعات والحروب لايخدم مصالح القوى العظمى التي تحتاج لاستمرار تسويق واختبار ما تنتجه مصانعها العسكرية المتطورة من اسلحة مدمرة...