كلنا قرأنا قصائد الشاعر ايليا أبوماضي التي حث فيها شعبه مرارا على ان ينهض ويخرج من سباته ..فلما لم تجد نداءاته صدى نشر قصيدته الخالدة بأسلوبه الساخر..التي دعا فيها قومه إلى مزيد النوم ..بمقولته الشهيرة: ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم (بتشديد النون والواو وفتحهما ورفع الميم) تتذكر هذا القصيد الساخر ..والرمزي ..عندما تتجول في جل المدن والقرى ..من الشمال الى الجنوب ..في تونس والعالم العربي خلال شهر رمضان المعظم: شوارع ومؤسسات شبه فارغة في النهار ..ومهجورة تماما في الصباح وقبل الغروب .. قد تقطع داخل السيارة كيلومترات دون أن يعترضك بشر..أو محل مفتوح ..خاصة صباح الاحد .. «لا ساير يسير..ولا طاير يطير»..إلى ما بعد الظهر.. وفي الليل يتغير كل شيء ..حركة وزحام وضجيح حتى الفجر..كأنك في «كابريه متنقل».. فهل تحول شهر الصيام إلى موسم النوم الجماعي نهارا والادمان على السهر ليلا؟ أمام استفحال هذه الظاهرة قد يكون مفيدا إصدار قرار بوجوب النوم نهارا وفتح البنوك والمدارس والجامعات والمؤسسات العمومية والخاصة ليلا ..من الثامنة والنصف مساء إلى الثالثة فجرا مثلا ..وغلقها نهارا حتى يتمتع عمالها وموظفوها ب«حقهم في النوم» طوال النهار ..مع «تأمين» بعض حصص «الدوام» هنا وهناك «للأقلية» التي تصر على اليقظة نهارا.. «لا ترقد ولا تخلي اشكون يرقد».. ؟؟ في نفس الوقت قد يكون من المفيد توجيه أسئلة إلى السادة الخطباء في الجوامع والقنوات الاذاعية والتلفزية: أليس من الافضل تخصيص جانب من خطبهم ومواعظهم لحث الناس على العمل خلال شهر رمضان وبعده ..وعلى تحسين علاقتهم بجيرانهم وبكل عباد الله واحترام حقوق المؤسسة الخاصة والعمومية التي تشغله .. والمجتمع الذي أنفق مليارات من أجل ضمان حقوقه في الدراسة والعمل والعلاج بعدم اهدار أيامه في النوم والسبات.