بعد انقطاعها بسبب الأمطار: معظم الطرقات المرقمة سالكة صفاقس الصباح مازال موضوع الأمطار الإعصارية التي نزلت على مدينة صفاقس ظهر أول أمس الأربعاء حديث الناس بعد أن عطلت هذه الأمطار كل مظاهر الحياة في المدينة. ومازالت المياه إلى حدود صبيحة يوم أمس الخميس تحاصر مقر إذاعة صفاقس والشوارع والأنهج المحيطة بها وقد عاينا تدخل مصالح الجيش الوطني والبحرية الوطنية لشفط مياه الأمطار بواسطة المحركات من تحت العمارات السكنية القريبة من طريق المطار ومبنى الإذاعة. هذه الأمطار أعادت إلى الأذهان هاجس الفيضانات بسبب تراكم المياه في أغلب الطرقات والساحات العامة والمحولات المرورية في مستوى شارع مجيدة بوليلة وطريق قرمدة والعين وطريق سيدي منصور ومحيط ملعب الطيب المهيري وأمام دار الشباب وقرب إذاعة صفاقس وعلى طريق منزل شاكر على مدى 2 كلم تقريبًا كما ذكر لنا شهود عيان وكذلك في مستوى طريق قابس وسكرة والمحارزة وأحياء النور والبحري ومنطقة الحوازة والحي التعويضي والربض ورغم صعوبة التنقل، فقد أمكن لنا التقاط بعض الصور لمصالح الحماية المدنية وهي تتدخل لإنقاذ امرأة كانت تصارع المياه داخل سيارتها. مياه الأمطار لم يتم تصريف المياه بسهولة لانسداد قنوات التطهير في عدة طرقات ونقاط سوداء باتت معروفة ومعلومة إضافة إلى انغلاق البالوعات بسبب تكدّس الأتربة، فعجزت كل القنوات ومجاري المياه في الطرقات على استيعاب تدفق المياه والسيول الجارفة كما تظهرها الصورة المصاحبة. وبصرف النظر عن الأضرار الفادحة والمشاكل الجمة التي عاشها العديد من المواطنين في محلاتهم الصناعية والتجارية وفي الشوارع والطرقات خاصة في الأماكن المنخفضة والنقط السوداء والأحياء الشعبية التي أدت إلى تفاوت المعاناة من مكان إلى آخر، فإن الأمطار تظل محبّذة وهي أفضل بكثير من الجفاف لأن أضرارها ومشاكلها تشفع بخيرات وفيرة وبمنافع لا تحصى ولا تعدّ للزرع والضرع والعباد. احتياطات وقائية بيّنت الأمطار الطوفانية الأخيرة أن البنية الأساسية لعاصمة الجنوب تشكو بعض الهنات في البعض أو الكثير من المواقع نظرًا لكثافة الحركة وتعهد النقط السوداء على قواعد غير صحيحة أحيانًا من لدن بعض المقاولين، دون أن ننسى مجازفة الكثيرين بالبناء العشوائي والمساهمة في خلق أحياء في أماكن منخفضة تصعب معالجة نقائصها على غرار الحي التعويضي المحاذي لقاعة محمّد علي عقيد بطريق سيدي منصور الذي تتطلب معالجة عيوبه أموالاً طائلة للحد من الأخطار المعرض لها كلما نزلت الأمطار الغزيرة. اجتماع لجنة الكوارث وبناء على المعلومات المقدمة من مصالح الرصد الجوي بالجهة، دعا والي الجهة يوم الثلاثاء الماضي اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث للاجتماع وتقديم بيانات ضافية عن الوضع الجوي وعن الجبهات القوية التي قد تمسّ صفاقس وبعض الجهات. وتمخض الاجتماع عن قرارات عملية تمثلت في إقامة حواجز من أكياس الرمل بالأحياء الشعبية الموجودة بأماكن منخفضة على غرار الحي المذكور سابقًا يطريق سيدي منصور لكن قوة الماء تحدت كل شيء وألحقت أضرارًا متفاوتة الأهمية من شخص ومن عائلة ومن فضاء إلى آخر وأدت إلى إبقاء المياه متراكمة، وحتى الأوحال في مناطق حساسة رغم الجهود المبذولة من قبل الأفراد والهياكل. الحبيب الصادق عبيد بعد انقطاعها بسبب الأمطار: معظم الطرقات المرقمة سالكة تونس الصباح أفادت مصادر وزارة التجهيز والإسكان أن عددا هاما من الطرقات الوطنية والفرعية بجهات الجنوب والشمال والوسط وكذلك بمنطقة الوطن القبلي قد لحقتها أضرار بفعل الأمطار الأخيرة، والأودية التي تخترقها وهي لاتزال مقطوعة او بها نقاط تجمعات مياه. وبينت نفس المصادر أن حركة المرور قد تحولت في مراحل أولى على مسارات مختلفة باعتماد العديد من الطرق الفرعية، وأنها لم تتوقف تماما في أي جهة من جهات البلاد باعتبار التشابك والتواصل بين الطرقات على مستوى كل الاتجاهات بكامل الجهات. كما يجري منذ أول أمس توجيه مستعملي الطريق من خلال تمركز وحدات الأمن على الطرقات، ووضع علامات مرورية مؤقتة تهدي الجميع الطرق والسبل التي تمكنهم من إتمام سفراتهم بشكل يضمن سلامتهم، بعيدا عن المجازفة والتهور في مجال اعتماد طرقات متضررة أو اجتياز أودية تخترق مياهها هذه الطرقات، أو بعض النقاط التي تجمعت بها مياه لاتزال راكدة. وأشارت مصادر وزارة التجهيز أن الأضرار التي لحقت بالطرقات تمثل مجملها في جرف حواشي الطرقات، مما سبب هوة بينها وبين المعبدات، وقد برزت هذه الظاهرة في جميع الطرقات المتضررة، وخاصة على مستوى الطرقات بكل من ولايات القصرين، المنستيروقابس. وأبرزت مصادر الوزارة أنه يجري تنسيق حثيث مع فروعها الجهوية في كامل جهات البلاد، وخصوصا في المناطق المتضررة بالأمطار الأخيرة لجرد كافة الطرقات المتضررة، والعمل على التدخل السريع لإعادة الحركة إليها. وسجلت فقط صعوبات في التدخل على مستوى المسالك الفلاحية التي يصعب التدخل فيها الآن بفعل طبيعة الأرض.