أخبار تونس – تفاعلا مع الظروف الطارئة التي تشهدها عديد الولايات داخل الجمهورية نتيجة للفيضانات التي عاشتها والتي أسفرت عن خسائر مادية جسيمة، وفي سياق متابعة الرئيس زين العابدين بن علي الحينية والمتواصلة لتطورات الأوضاع كلّف سيادته عددا من أعضاء الحكومة بالتحوّل على عين المكان ومعاينة الوضع الناجم عن الأمطار الأخيرة. حيث تحول السيد محمد نجيب بالريش كاتب الدولة المكلف بالإسكان والتهيئة الترابية عشية يوم الخميس إلى ولايتي صفاقس والمهدية في زيارة تفقد ميدانية لمعاينة الوضع الناجم عن الأمطار الأخيرة. وعاين كاتب الدولة في صفاقس مرفوقا بالإطارات الجهوية الأوضاع بالحي التعويضي الكائن بطريق السلطنية الذي شهد تراكم كميات كبيرة من المياه وتسربها إلى عدد من المحلات السكنية. وتم التعرف على جهود مختلف المصالح الفنية من حماية مدنية وتجهيز وإسكان وتطهير وفلاحة وبلدية لتصريف المياه وضمان سلامة المتساكنين والنظر في السبل الكفيلة بإيجاد حل جذري لإشكالية تراكم مياه الأمطار بهذا الحي بسبب وجوده في منخفض. كما تم تفقد قناة تصريف مياه الأمطار الكائن بمدخل طريق سيدي منصور في مستوى مشروع تبرورة وهو قنال تم فتحه مؤخرا بما ساعد على تصريف كميات هامة من المياه المتراكمة باتجاه البحر. من جهة أخرى اطلع كاتب الدولة وفي ولاية المهدية رفقة السلط الجهوية على مجمل الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بالجهة في ظرف زمني وجيز. وتابع ميدانيا استغلال قنوات تصريف مياه الأمطار المنجزة في إطار المشروع الرئاسي لتهيئة واستصلاح سبخة بن غياضة. كما عاين الأضرار التي لحقت بعض الطرقات والمساكن بمدينة المهدية وضواحيها متعرفا على الجهود العملية والوقائية لمختلف الأطراف للحد من خطورة الانجراف البرى والبحري إلى جانب ما تم تقديمه من مساعدات اجتماعية لفائدة 200 عائلة. والتقى كاتب الدولة في هذا الإطار مجموعة من المواطنين الذين أبلغهم تحيات رئيس الدولة مذكرا بالتعليمات التي أسداها لكل هياكل الدولة المعنية لتقديم المساعدات الضرورية للعائلات المتضررة من سيول الأمطار في إطار حرصه على توفير مقومات السلامة للمواطنين بمختلف جهات البلاد. وقد عبر أبناء ولايتي صفاقس والمهدية المتضررين من الأمطار الأخيرة وإطارات الجهتين عن إكبارهم لما شمل به سيادة الرئيس هذه المناطق من مظاهر العناية السامية وحرصه على أن تعود لها مظاهر الحياة الطبيعية في اقرب الأوقات. وفي نفس السياق ومواصلة لحملة معاينة حجم الأضرار والوقوف عند مخلفات الأمطار الغزيرة التي تهاطلت بكميات استثنائية في فترة وجيزة أدى السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية أمس الخميس زيارة ميدانية لولاية القصرين عاين خلالها حجم الأضرار التي لحقت البنية الأساسية الفلاحية بمنطقة أم القصاب من هذه الولاية. وأكد الوزير للمتضررين من متساكني منطقة أم القصاب حرص رئيس الدولة على تأمين التدخل الحيني للحد من الأضرار وتقديم المساعدات الفورية للعائلات المعنية. وبين أن الزيارة تندرج في إطار متابعة تنفيذ عمليات الإحاطة بأبناء هذه المنطقة وتقييم الأضرار الناجمة عن سيول الأمطار قصد إقرار الإجراءات والتدخلات المناسبة الكفيلة بجبر الأضرار وتجاوز مخلفات سيول الأمطار. وقد قدرت الأضرار المادية بمنطقة أم القصاب السقوية بنسبة 65 % وشملت بالخصوص الأراضي والمحاصيل الفلاحية وشبكة الري وعددا هاما من الآبار التي تؤمن موارد الرزق لنحو 500 عائلة. ويذكر أن تونس سجلت خلال الأيام القليلة الفارطة كميات أمطار هائلة وفي فترة وجيزة في عدد من ولايات الجمهورية، بلغت مستويات مرتفعة مما استوجب التدخل الفوري لمجابهة الأضرار الناجمة عنها عبر تجنيد الإمكانيات البشرية و تجهيزات الإغاثة اللازمة. علما وأن منطقة الرديف من ولاية قفصة هي أكثر المناطق تضررا من هذه الأمطار التي بلغت كميتها 162 مليمترا منها 150 ملم خلال ساعة واحدة وذلك مقابل 16 ملم خلال نفس الفترة من السنة الماضية. وقد تدخلت مختلف المصالح والأطراف المعنية منذ الساعات الأولى لتنظيم عمليات النجدة والإغاثة لفائدة المتساكنين المنكوبين الذين اجتاحت المياه مساكنهم.