تونس الصباح: انطلقت أمس بتونس الدورة 23 للمعرض الدولي للإعلامية والمكتبية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال (سيب 2009). وقد احتضنها لأول مرة المعرض الدولي بالكرم، بعدما كانت تقام لسنوات طوال بمعرض الشرقية. ويشارك في هذه الدورة 250 عارضا من تونس والبلدان العربية والغربية والآسيوية، وحضرته أكبر المؤسسات العالمية الناشطة في مجال تكنولوجيا الاتصالات على اختلاف اختصاصاتها. وقد احتل المعروض 16 ألف متر مربع من فضاء معرض الكرم الدولي. وقد أفاد السيد مراد بوليلة مدير الإتصال والعلاقات العامة بسوجيفوار المنظمة لهذا المعرض أن نقلة المعرض من الشرقية إلى معرض الكرم تعتبر نوعية، وهو اختيار استراتيجي، تطلب سنوات من التفكير وجملة من الأهداف التي يقع السعي إلى تحقيقها بخصوص الأهداف المستقبلية للمعرض, وأفاد أن الأهداف التي تسعى إليها سوجيفوار هو تحويل هذا المعرض السنوي إلى ملتقى للدول المغاربية يواكبه 100 مليون نسمة، وإلى فضاء افريقي في مرحلة لاحقة. وبحكم الفضاء الواسع الذي أصبح عليه المعرض فقد تعددت أجنحته، وتنوع نشاطها واختصاصات العارضين, ففي باب أول الفضاءات المكتبية والإعلامية التي شارك فيها أكثر من 70 عارضا، تنوعت معروضاتهم واحتوت كل أنواع المعروضات المتصلة بهذا الجانب، كما أن هذا الجناح قد غص بالزوار الذين أتوا من كل الجهات، وتجمعوا حول المعروضات الجديدة التي ربما لم يسبق لهم أن شاهدوها. وفي بهو آخر فسيح انتصب فضاء خاص بالصناعيين في هذا المجال، حيث يجري عرض البرمجيات والحلول الإعلامية، وهذا الجناح وإن كان موجها للشركات والمؤسسات الكبرى، فإنه شهد أمس أيضا إقبالا كبيرا جمع بين الإطلاع ومواكبة بعض العروض الخاصة بأحدث ما تم في مجال البرمجيات. كما خصص جناح آخر للمتدخلين في الاتصالات، تم تنظيمه بالتنسيق مع وزارة تكنولوجيا الاتصالات، وذلك لتنشيط المعرض لا سيما الفضاء رقم ,1 الذي يحتوي على بوابات عديدة لعل أبرزها بوابات المدرسة الافتراضية والجامعة الافتراضية والبرمجيات الخاصة بالمعاقين. كما خصص المعرض لأول مرة فضاء لرسكلة خراطيش آلات الطباعة، أشرف عليه فنيون من الخارج، وقد لاقى إقبالا كبيرا على اعتبار أنه لا يقدم الخدمات في هذا الجانب فحسب، بل أيضا يقدم نصائح وأساليب بسيطة حول كيفية اعادة تعمير الخراطيش بالحبر وامكانية استعمالها مرات. بلغ عدد العارضين المشاركين في هذه الدورة 250 عارضا، وحضرتها أبرز الشركات المختصة في مجال الاعلامية والأنترنات والبرمجيات مثل (توب نات)، (ازير) (سامسونغ)، (أقورا) ( فاربام)، (ويكي)،(فارسوس)، (كانون).. وغيرها كثير. وقد حدثنا أحد العارضين عن المعرض وقيمته، فأفاد في جانب أول أن المعرض هام من حيث محتواه حيث قدم للزائرين أحدث التقنيات، كما أكد أيضا على ثقافة التونسي وسعة إطلاعه ومعرفته الجيدة بالاعلامية وتقنياتها وكل جديد فيها. وأفاد أيضا أن المعرض يعتبر فرصة حقيقية للزائر، فما بالك بالراغب في اقتناء حاسوب أو غيره من الأشياء. ممثل (توب نات) بين أن فساحة المعرض قد ساهمت في تحسين العرض وتطويره، ممّا يمكّن الزائر من الاطلاع بشكل ضاف على المعروضات، كما مكن أيضا من حضور عدد إضافي هام من الشركات. وأكد على أن المعرض يمثل منافسة شديدة بين الشركات العارضة، سوف يستفيد منها المواطن بالدرجة الأولى. ولعل ما لفت انتباهنا أكثر داخل المعرض هو الإقبال على الفضاء الخاص بالبنك العربي بتونس الذي يقدم حاسوب (باك بي سي انتليجنسيا). وقد أفادتنا السيدة سمية عمراني أن البنك يتولى تقديم هذا الحاسوب حسب طلب الزبون من حيث طاقة استيعابه، وما يتوفر فيه من برمجيات وغيرها من الجوانب الأخرى. وأفادت أنه يمكن للحرفاء اقتناء الحاسوب بدفع أقل من 14 دينارا في الشهر، أي بمصاريف يومية أقل من 500 مليم. واثتاء جولتنا بالمعرض التقينا بعديد الزوار وسألنا عن جملة الانطباعات التي خرجوا بها أو لاحظوها. وقد أفادت الانسة هدى العماري (استاذة) أن المعرض كان حقا فرصة هامة للاطلاع على احدث تقنيات الاتصال، وأيضا لشراء عديد اللوازم، وأكدت أن اسعار عديد التجهيزات كانت مناسبة وهي أقل بكثير مما هو متداول في المحلات الخاصة بعرضها. وسام بن عمر (طالب) قال: ''إن هذا المعرض فرصة لا تقل قيمة عن معرض الكتاب، بل تتجاوزه من حيث ما يقدمه من تجهيزات إعلامية. لقد سبق لي أن حضرت معارض من هذا القبيل في الخارج، ولاحظت الآن أن معرض تونس يضاهيها أو يفوقها في بعض الجوانب، وخاصة منها الأسعار التي تعرض بها هذه التجهيزات. أما الآنسة مها الهمامي (صاحبة مكتبة) فقد أكدت أن المعرض قد مثل فرصة لشراء جملة من المستلزمات الاعلامية، خاصة أنها أدركت أن هناك تخفيضات حقيقية، ومستلزمات جديدة. وعلاوة على كل هذا، وعلى الإقبال الهام المسجل على المعرض، فقد تم أيضا تخصيص 4 قاعات لندوات سوف تنظّم على هامشه، وقد أفادتنا مصادر من إدارة المعرض أن الندوات تتصل بالبرمجيات، وبآخر ما ظهر منها وكذلك بالأنترنات.