قليبية - الصّباح: كنا نشرنا سابقا تفاصيل عملية «حرقان» تورط فيها 12 متهما وقد مثلوا هذا الأسبوع أمام الدائرة الجنائية بقرمبالية فأدانتهم وقضت في شأنهم بأحكام بالسجن. وكان منطلق العملية اعتزام مجموعة من الشبان أصيلي مدينة قربة السفر إلى إيطاليا فحاولوا بكل السبل الحصول على وثائق قانونية للسفر إلى بلاد «الطليان» ولكن جل محاولاتهم باءت بالفشل ولم يبق أمامهم سوى تنظيم «حرقة» فاتفقوا خلال شهر أوت 2008 على الابحار خلسة الى إيطاليا وللغرض قاموا بجمع مبلغ مالي فاق أربعة الاف دينار بقليل واقتنوا مستلزمات الرحلة المتمثلة في 100 لتر من البنزين وزورق ومحرك من مدينة المنستير وتمت العملية بمساعدة وتسهيلات من موظف تابع لاحدى الوزارات والذي سهل تنقلات المجموعة لاقتناء المستلزمات باعتباره صديقا لأحد «الحارقين» وفي الليلة الموعودة التقت المجموعة وامتطوا الزورق وأبحروا باتجاه إيطاليا وكانت الرحلة تسير على أحسن ما يرام في بدايتها إلا أنه بعد مرور ثماني ساعات من الإبحار حصل عطب بالزورق جعل الماء يتسرب إليه فألقوا بأنفسهم في البحر وحاولوا مكابدة الامواج وأصروا على الحياة وتشبثوا بحاويات البنزين في انتظار معجزة تنقذهم من موت محقق إلى أن مرت صدفة بالمكان باخرة قام ربانها بانتشال المجموعة وانقاذهم وتسليمهم إلى أعوان فرقة الارشاد البحري للحرس الوطني بقليبية الذين باشروا الأبحاث في القضية وأوقفوا المجموعة التي كان من ضمنها ممثل تجاري بشركة ومقاول بناء وكذلك موظف وبإحالتهم على قاضي التحقيق اعترف بعضهم بتنظيم «الحرقة» في حين نفى الموظف مساعدته للمجموعة وأكد البقية أنهم شاركوا في العملية عن حسن نية وقد تمت محاكمتهم من أجل تهمة المشاركة في وفاق بهدف مغادرة التراب التونسي خلسة بحرا وتضاف لخمسة منهم تهمة الإبحار خلسة. وإثر المفاوضة قضت الهيئة بسجن أحد عشر متهما مدة عام مع اسعافهم بتأجيل التنفيذ وقضت في شأن المتهم الثاني عشر بالسجن مدة عامين.