تونس الصباح: قدم المنتخب التونسي واحدة من أسوإ مبارياته منذ قدوم المدرب كويلهو الذي عول على الراقد والقربي وتايدر وكلهم متوسطو ميدان دفاعيون. وبما أن بن سعادة حشر في سياقٍ حدّ من قدراته الهجومية، فإن الخلاصة كانت أننا واجهنا كينيا بحارس مرمى وثمانية مدافعين وكأننا كنا في مواجهة منتخب البرازيل وليس واحدًا من أضعف منتخبات القارة الإفريقية على الإطلاق. ورغم كثافة عدد اللاعبين ذوي الصبغة الدفاعية البحتة، فإننا فشلنا في السيطرة على وسط الميدان، وشاهدنا كيف تداخلت الأدوار، فتاه الراقد وتايدر وأثرت هذه اللخبطة على بن سعادة والدراجي اللذين لم يفهما دوريهما! أي أن «تكديس» المدافعين لا يعني البتة النجاح في الدور الدفاعي وهو ما فهمه كويلهو بين الشوطين فعوض تايدر بفهد بن خلف اللّه. «تفلسف» كويلهو فتاه جمعة والدراجي وبن خلف اللّه! أما المردود الهجومي فكان ضعيفًا، بل فاشلاً على طول. وهنا تجدر الإشارة إلى ملاحظتين: الأولى أن شوقي بن سعادة والدراجي تعوّدا اللعب (على الأقل في فريقهما نيس والترجي) في نفس الخطة أي متوسط ميدان محوري (خلف المهاجمين) وتشريكهما جنبًا إلى جنب كان خطأ فادحًا، والنتيجة فشل هجومي ذريع للمنتخب ومردود سيء في الرواق الأيمن وهو ما لم يعط أي فائدة في حين كان أفضل لاعب لهذه الخطة، بن خلف اللّه، على البنك. ثانيًا فسّر كويلهو التعويل على جمعة في الرواق الأيمن وبن خلف اللّه في الرواق الأيسر بقدرتهما على التسديد بالساق اليسرى (جمعة) واليمنى (بن خلف اللّه) وذهب إلى التشبيه بمركز ميسي في برشلونة!! خلاصة القول إن خوف كويلهو من المنتخب الكيني كان مبالغًا فيه، وقد حرمنا هذا الخوف، الذي ذكر الكثيرين بخيارات روجي لومار التعيسة، من هز شباك الكينيين أكثر من مرة.