سوسة - الصباح: بعد ان لازم الصمت منذ قراره التخلي عن رئاسة النجم مكتفيا بالحضور خلال المقابلات من مكانه المعروف دون اي تعليق او تصريح لبى عثمان جنيح دعوة القناة المغاربية "نسمة" ليتحدث للجماهير عن تجربته الرياضية لاعبا ومسؤولا ورئيسا وعضوا في الفيفا وليتطرق في نهاية الساعة ونصف من الكلام لموقفه من تجديد العهد مع الرئاسة من خلال الحديث عن نظرته الاستشرافية لمستقبل حياته بعد ان اطفا منذ ايام الشمعة الستين من عمره.. اراء ومواقف سي عثمان نسوقها في هذه المحاور التي وقع التطرق اليها خلال هذا اللقاء.. 3 محطات مهمة في حياتي حياتي يمكن تقسيمها الى 3 محطات مهمة الاولى بداتها حينما كان والدي المرحوم البشير جنيح يحملني معه الى الملعب لمتابعة نشاط النجم وكانت تلك البذرة الأولى التي غرسها ابي في نفسي ثم تاتي المحطة الثانية كلاعب ومسؤول ورئيس للنجم ثم عضو من المجلس الاستشاري للفيفا.. والمرحلة الثالثة هي عثمان جنيح الذي يهتم بمشاريعه وعائلته ونفسه.. رجال اعطوا للنجم الكثير وتركوا بصمات ناصعة حديثي عن البداية وما شاهدته من احداث وما عشته من مواقف واجواء يتطلب وقتا طويلا لكن ما أقوله هو ان للنجم رجالات تركوا بصمات ناصعة من تاريخه وعرفوا بتفانيهم من العطاء الزاخر اللاحدود بداية من المؤسسين مرورا بالمرحوم الهادي مليكة وصولا الى عزالدين دويك شفاه الله وكذلك بالنسبة للاعبين وقد فارق بعضهم الحياة على غرار الحبيب موقو ومراد بوذينة وغيرهما. بداية البروز كانت على المستوى المغاربي بما ان كلامي موجه للمشاهدين من البلدان المغاربية فلابد ان اذكر بان اول لقب تحصلت عليه خارج الحدود كان مغاربيا حصل ذلك في موسم 72/71 حيث فزنا من الدور نصف النهائي في قسنطينة وانتصرنا في النهائي ضد شباب بلكور وقد كان يدربنا انذاك عبد المجيد الشتالي.. ثم تأتي اثر ذلك الالقاب وتتعدد التتويجات بفضل جدية العطاء والتفاني في حب النجم من قبل الجميع.. اتخذت مثال "ليون" الفرنسي لقد حاولت تطبيق مثال الفريق الفرنسي "ليون" على النجم لاني اعتبر ان طريقة عمل هذا النادي ناجحة جدا على مستوى التكوين واثراء الميزانية وتحسين البنية التحتية، وقد توصلنا جميعا الى تجسيم عديد الطموحات التي ساهمت في جعل النجم فريقا له اعتبار من الداخل والخارج والتاسيس للحاضر والبناء للمستقبل وهذا ما تقتضيه المسؤولية ويتطلبه حب الجمعية. هذه مبادئي في الحياة من الصعب ان يتحدث الانسان عن نفسه لكن ما أشعر اني متمسك في عملي من مواثيق ومبادئ ورثت اغلبها عن والدي هو الطموح والصراع النبيل واحترام النفس وتقدير الغير والتمسك بالقيم والمبادئ الاخلاقية والتعاملية السامية.. انا اؤمن بان كل ذلك زائل وان الانسان حديث بعده وان قيمتك الحقيقية تكمن فيما يقوله الناس عنك اثناء القيام بمهامك وخاصة بعدها.. تلك هي المعايير الصحيحة لمعرفة الإنسان لنفسه. تدربت بالعاصمة مع الترجي حينما نجحت في الباكالوريا وتم توجيهي للدراسة بكلية الاداب بتونس طرحت مشكلة التمارين، وبحكم العلاقات الطيبة للدكتور حامد القروي رئيس النجم انذاك مع زميله سي محمد بن اسماعيل رئيس الترجي تم قبول مبدا اجراء التمارين مع الترجي.. وبالفعل تحولت الى الحديقة "ب" وهناك حظيت باستقبال كبير، لكن بحكم طبيعة المنافسة بين الفريقين وكثرة الجماهير الحاضرة دائما وجدت بعض الاحراج ليتزامن ذلك مع اقتراح سي حميد الذيب - شفاه الله - مباشرتي التمارين معه في الملاسين ضمن الاولمبي للنقل غير بعيد عن كلية الاداب 9افريل والى اليوم احمل احسن الانطباعات عن الاجواء التي وجدتها هناك وتقدير ابناء الملاسين لي وللنجم.. مع النجم تقاضيت مرتبا شهريا ب30 دينارا المليارات التي يتعامل معها اللاعبون اليوم كانت منذ سنوات قلائل لا تتجاوز الدينارات.. كان مرتبي وقتها 30 دينارا لكن قلوبنا كانت مفعمة بحب النجم والغيرة عليه والدفاع عن لونه والاحترام لجماهيره.. لم تكن للامور المالية قيمةفي نظرنا مقارنة بما يجب تقديمه من عطاء وبذل.. كل شيء تغير الآن هذا سر دخولي للفيفا دخلت للفيفا سنة 2004 في ظرف كانت فيه الجامعة الدولية لا تعترف الا بالاتحادات لذا مثلت الكنفدرالية التي تعتني ببطولة الأندية وقد حصل لي شرف الانتماء لهذه المجموعة كممثل لشمال افريقيا وينحصر وجودي على غرار زميلي رئيس اساك ابيدجان في الدفاع عن مصالح الأندية الافريقية... والحمد لله ان صوت ممثل تونس يبقى دائما مسموعا ومحترما. لا أتدخل مطلقا في شؤون الهيئة الحالية حبي للنجم لا يمكن ان يجادلني فيه احد او ينزعه مني، لهذا كانت كل تصرفاتي مقيدة بحل التعلق بهذه الجمعية ومراعية لمصلحة النجم لانه يبقى فوق كل اعتبار والذي يهمني هو هذا الفريق الذي عرفته منذ نعومة اظفاري.. وما اعتبره انا ضروريا وناجعا هو ان الهيئة المديرة الحالية هي التي لها مسؤولية التعبير ومسؤولية اتخاذ القرارات بعد تشخيص المشاكل الطارئة فكل الفرق عرضة للمرور بمشاكل والمهم هو حصر ذلك وتشخيصه بمنتهى الصدق والموضوعية ثم اخذ القرار المناسب. مستعد لاعطاء راي وتقديم النصيحة بالنسبة لي وللرؤساء السابقين الذين تداولوا على النجم ابقى على ذمة الجمعية لاعطاء رايي وتقديم النصائح المطلوبة متى طلب مني المسؤولون الحاليون ذلك فكل انسان له دوره، ولقد لعبت دوري كرئيس لمدة 13 سنة كاملة الى اخر لحظة واليوم العب دوري كرئيس سابق لا غير.. لزوجتي وابنائي حق عليّ ستون سنة الان مرت من حياتي اغلبها عطاء للنجم لاعبا ومسؤولا ورئيسا ثم كرئيس سابق.. والان اتى دور العائلة لاعطيها حقها زوجتي ضحت كثيرا ابنائي عمر وحسين والبشير وجميعهم متحصلون على اعلى الشهادات من امريكا في حاجة الى توجيهاتي ليباشروا مسؤولياتهم المهنية كما يجب وياخذوا عني المشعل لكن رغم كل ذلك سأبقى على ذمة النجم ومسؤوليه كرئيس سابق كلمة الختام اوجهها لاحباء النجم اقول لأنصار النجم ان كل الجمعيات تمر بفترات صعبة والمطلوب في هذه الحالات هو معرفة الداء الحقيقي لمحاولة تجاوزه ومعالجته من خلال التشخيص والاسراع بايجاد الحلول المثلى.. والمطلوب الان هو الالتفاف حول الفريق وبحول الله "ما ثم كان الخير".