توفير 5000 موطن شغل في الفترات المقبلة تونس الصباح كشف ر.م.ع. شركة "تاف تونس" أن أول رحلة إلى مطار النفيضة زين العابدين بن علي الدولي الذي سيكون جاهزا خلال أيام ستقوم بها شركة خطوط جوية تونسية، دون أن يحدد اسم الشركة. لكنها على الارجح ستكون شركة الخطوط التونسية. وكشف هالوك بيلغي أول أمس الخميس خلال ندوة صحفية عقدها، بمقر المطار بحضور السيد محمد الشريف ر.م.ع. ديوان الطيران المدني والمطارات أن شركة الخطوط التونسية، ستؤمن 35 بالمائة من الرحلات الجوية من وإلى المطار، كما ستتعامل الشركة مع كل من شركة الخطوط التونسية الارضية، و"التونسية للتموين" لتوفير خدماتها بالمطار، فضلا عن شركة الطيران الجديد "نوفال آر". كما صرح بأن عملية نقل البضائع ستؤمنها شركة طيران الشرق الاوسط. ورغم تكتمه عن اسم شركة النقل الجوية التي ستؤمن أول رحلة إلى مطار النفيضة مع بداية شهر نوفمبر المقبل، إلا أنه أكد على أن الرحلة الاولى ستقوم بها شركة خطوط جوية تونسية. وأشار إلى أن رحلات الطيران المؤجرة (شارتار) سيتم تأمينها أيضا مع مطار المنستير التي تستغله أيضا الشركة التركية. مفيدا بأن المطار يحتوي على أحدث التقنيات وتجهيزات الملاحة العصرية التي تجعله فريدا من نوعه ليس فقط في افريقيا (أكبر مطار في افريقيا) ولكن أيضا على المستوى الدولي، وتابع قوله "المطار جاهز لاستقبال أي نوع من الطائرات مهما كان حجمها على غرار آربيص 380A". قريبا رحلات طويلة المدى كما سيؤمن المطار إضافة إلى الرحلات العادية ورحلات الشارتار، ولاول مرة رحلات طويلة المدى، وقد تم بالفعل التخطيط للقيام برحلات جوية طويلة إلى كندا وفق ما أكده السيد هالوك. وقال "نحن بصدد التخطيط لبلوغ ذروة الحركة الجوية بالجزء الاول من المطار خلال 10 سنوات، ويمكن بعدها المرور إلى تنفيذ مراحل إضافية حسب نسق تطور الحركة الجوية ولاستيعاب العدد المتزايد من المسافرين".. إنجاز المشروع في الاجال.. رغم الازمة العالمية ونفى هالوك بيلغي أن تكون قد مورست على الشركة المستغلة للمشروع، أية ضغوطات من أية جهة كانت لاتمام إنجاز المشروع في أقرب الاجال، وقال في هذا الصدد: "لقد أنجزنا المشروع في الوقت المحدد دون أيّ تأخير بدعم من وزارة النقل التونسية". قبل أن يضيف: "ورغم مرورنا بصعوبات عويصة بسبب الازمة المالية العالمية، فقد تمكنا من إنجاز الاشغال في مرحلتها الاولى لثقة المانحين في شركتنا وفي الاقتصاد التونسي الذي لم يتأثر كثيرا من تبعات الازمة الاقتصادية العالمية". وأكد هالوك بأن الشركة المنفذة والمستغلة لمشروع مطار النفيضة الدولي لم تطلب المساعدة من أية مؤسسة أخرى وقامت بإنجاز قرابة 90 بالمائة من الاشغال، مشيرا إلى أن البنك الدولي استثمر في المشروع وحصل بالتالي على 15 بالمائة من أسهم المطار. كما قام البنك الافريقي بتمويل جزء كبير من المشروع. وأفاد بأن 30 بالمائة من الاستثمارات المخصصة للمشروع من أموال شركة "تاف"، و70 بالمائة ممولة من قبل الشركاء المانحين على غرار البنك الدولي، والبنك الافريقي للتنمية. وأشار إلى أن المطار مازال ينتظر ترخيصا لاستقبال الرحلات من قبل ديوان الموانئ الجوية والمطارات (التي تدقق في معايير السلامة والمراقبة للمطار) قبل تحديد موعد لانطلاق الرحلة الجوية الاولى. نسق تصاعدي وتوقع ر.م.ع. شركة "تاف تونس" بأن حركة الطيران بمطار النفيضة بن علي، ستتخذ نسقا تصاعديا مع بداية الموسم السياحي المقبل، على اعتبار أن الموسم السياحي الحالي انقضى وتقلص نسق الرحلات الجوية نسبيا.. مبرزا الدور المرتقب للمطار في تنشيط قطاع السياحة. من جهته أفاد السيد محمد الشريف ر.م.ع. ديوان الطيران المدني والمطارات، أنه سيتم تأمين النقل البري من وإلى المطار بعد أن تم عقد اتفاقيات للغرض مع الشركات الجهوية للنقل على غرار شركة النقل بالساحل، وكشف عن وجود دراسة لربط المطار مع شبكة النقل الحديدي. وتتولى الشركة التركية "تاف" مهمة الاشراف على انجاز هذا المشروع منذ ماي 2007، وهي ممضية على عقد مع الحكومة التونسية لاستغلال مطار النفيضة زين العابدين بن علي الدولي إلى غاية ماي 2047، إلى جانب مهمة إشرافها على مطار المنستير الدولي. وتبلغ التكلفة الجملية للمشروع في مرحلته الاولى حوالي 550 مليون أورو، وهي مرحلة تمكن مطار النفيضة من استقطاب حوالي 5 ملايين مسافر سنويا. علما أنّ المطار قد يتسع في السنوات العشر المقبلة إلى 6 مراحل إضافية لاستيعاب ذروة الحركة الجويّة ونقل المسافرين التي قد تصل إلى 20 مليون مسافر سنويا. وساهمت شركة "تاف" بقرابة 30 بالمائة من رأس مال هذا المشروع، ولكن بالنظر إلى الصعوبات المالية التي واجهتها خلال الازمة العالمية تحصلت على تمويلات ضخمة من البنك الدولي ومن البنك الافريقي للتنمية ومن بعض الاطراف المانحة. مواطن الشغل ليد عاملة تونسية ويشغل حاليا المطار عشرة خبراء ومهندسين إضافة إلى 600 عامل تونسي، وكان وفر عند بداية أشغال المرحلة الاولى قرابة 20 ألف موطن شغل مباشر وغير مباشر. وحسب المسؤول الاول عن شركة "تاف تونس" فإن المطار سيشغل خلال السنوات القادمة قرابة 5 آلاف تونسي في جميع المجالات.. ويقع مطار النفيضة على بعد 75 كلم من العاصمة و40 كلم من منطقتين سياحيتين هما مدينتي سوسة والحمامات. وتقدّر المساحة الجملية للمحطة الجوية ب78 ألف متر مربع. ويتوفر المطار على 32 مربض طائرة و18 معبرا آليا وبرج مراقبة بارتفاع 85 مترا. أما المدرج المخصص للهبوط والاقلاع فيمتد على طول 3300 متر وعرض 60 مترا وهي مقاييس جودة دولية تمكن من احتضان جميع اصناف الطائرات. ويحتوي المطار على طابقين وسيكون شكله الخارجي ذا واجهة بلورية كاملة تكشف كل الطوابق المنفتحة على بعضها البعض. أمّا قاعات الرحيل فستكون منفتحة على المتاجر والمطاعم والمقاهي الموجودة بالداخل، كما يضم حدائق اصطناعية ومساحات خضراء في عدد من أجزائه، فضلا عن مأوى للسيارات على مساحة 120 ألف متر مربع، يتسع لحوالي 3 آلاف سيارة.