التفاوض مع إسرائيل غصن الزيتون الفلسطيني.. تشبث به عرفات.. لتوريط إسرائيل وناور به عباس.. لينهي المقاومة واتخذه صائب عريقات أسلوبا.. لانتزاع ما تبقى.. من دولة أوسلو.. واتفاق مدريد وعندما أدرك أن التفاوض.. فن لا يمكن لإسرائيل العزف على وتره.. قرر أن يجمع تجربته.. في مخطوط عنوانه «الحياة مفاوضات».. بعد أن ضيّع التفاوض قسما من الحقوق.. والتاريخ.. وأجّل «النصر».. وإقامة الدولة ووضع «حق العودة».. وحقوق اللاجئين على كف عفريت.. إسمه إسرائيل.. ++++ عريقات.. على وزن.. مفاوضات ارتبطت به.. كما التصقت مسيرته بها.. أيقن أن للتفاوض مخالب أشدّ ضراوة من مخالب الصقور.. فربط نهاية الصراع.. بالمفاوضات ورغم أنه أطرد من مدريد بسبب كوفيته التي أصرّ عليها.. إلاّ أنّه استمرّ «يجادل» من طردوه ويفاوض مع من صفقوا لإخراجه.. وصفته حماس ب«المهرّج» ونعته قياديوها ب«البهلول».. لكن الرجل اعتبر المفاوضات.. جزءا من الحياة.. ووجها من أوجه الصراع.. والطريق إلى دولة.. حتى وإن كانت.. على رقعة ملعب للغولف أو مركض للخيول العربية الأصيلة.. ++++ جاء ابن حيفا.. للمفاوضات من بوابة السياسة.. التي نهل من أصولها في سان فرانسيسكو تعلم صائب عريقات.. أن الصراع.. يحلّ بالتفاوض وأن لغة المصالح.. أفضل من منطق الإيديولوجيا.. واقتنع بصورة مبكّرة أنّ صياغة وطن.. ممكن عبر المفاوضات لكنه غير متاح عبر المقاومة لذلك كان سريع الرفض لنهج حماس أسرع في الاستجابة لخيارات عباس ورغم أنه لم يجن من المفاوضات سوى التلكّؤ الإسرائيلي والنقد الفصائلي ونوع من «العسل المرّ».. إلاّ أنّه أظهر تمسّكا بحقيبته التفاوضيّة غير مبال بحصادها.. الذي لا يتجاوز وزن الريشة.. أو شكل الدائرة.. المهم أن يستمرّ التفاوض إلى ما شاءت إسرائيل.. ولم يشأ عريقات.. ++++ القضية الفلسطينية.. أشبه بتلك المرأة.. الولاّدة.. ما أن تضع ثمرة حملها حتى ينبت حملا جديدا.. جاء الشقنقيري من أرحام القضية وولد الشيخ ياسين من مكامنها وانبجس عرفات من بين ظهرانيها وكان عريقات.. أحد فلذات أكبادها.. تعلم السابقون.. كيف يمسكون بالبندقية من دون أن يسقطوا ورقة التوت وقرأ عريقات كيف يتخذ من ورقة التوت.. سلاحا لمواجهة العدو.. لكنه نسي أن التوت لوحده قد يطعم.. لكنه لا يسمن من جوع.. ++++ المفاوضات.. قرين التسوية والتسوية اشتقاق بديل عن الصراع آمنت السلطة بالتسوية.. رغم أنّها في وضع صراع.. وكفر الإسرائيليون بالسلام.. لأنهم في حالة الصراع أقوى.. وعندما يذهب المرء للسلام مع عدوّ لا يريد تسوية.. تكون المفاوضات.. عبثا والسلام.. سرابا.. والحوار.. هدرا للزمن الفلسطيني المهدور أصلا.. ويبدو عريقات.. تائه بين سلام.. بعيد المنال ومفاوضات.. في غرف مغلقة لا يصدر عنها.. سوى ابتسامات طائشة وأيد ممدودة لسلام «عدساتي».. يتكرّر باستمرار.. الجديد الوحيد فيه، هو لون السموكينغ